باب ما جاء أن مسح الرأس مرة
عن الربيع بنت معوذ ابن عفراء، أنها رأت النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ، قالت: «مسح رأسه، ومسح ما أقبل منه، وما أدبر، وصدغيه، وأذنيه مرة واحدة». وفي الباب، عن علي، وجد طلحة بن مصرف. حديث الربيع حديث حسن صحيح، وقد روي من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه مسح برأسه مرة. والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم وبه يقول: جعفر بن محمد، وسفيان الثوري، وابن المبارك، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، رأوا مسح الرأس مرة واحدة. حدثنا محمد بن منصور، قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: سألت جعفر بن محمد عن مسح الرأس أيجزئ مرة؟ فقال: إي والله
في هذا الحَديثِ بيانٌ لهَدْيِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في أحَدِ أركانِ الوُضوءِ، وهو مسْحُ الرَّأسِ، وما يليه مِن مسْحِ الأُذنِ، حيثُ تَقولُ الرُّبَيِّعُ بنتُ مُعَوِّذٍ: رأيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يتوضَّأُ، قالت: فمسَحَ رأسَه ومسَحَ ما أَقْبَلَ منه وما أَدْبَرَ، أي: إنَّ الرُّبَيِّعَ رضِيَ اللهُ عنها رَأَتْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يتوضَّأُ، فلمَّا وصَلَ إلى مسْحِ الرَّأسِ مَسَحَ من مُقدَّمِ الرَّأسِ إلى مُنتهاه، ثمَّ عادَ فردَّ يدَيْهِ من مُؤخَّرِ الرَّأسِ إلى مُقدَّمِه، فمَسَحَ صُدْغَيْهِ، والصُّدْغُ هو الموضِعُ الذي بين العَيْنِ والأُذنِ، وكذلك الشَّعرُ المُتدلِّي عليه، من الجانبَيْنِ- فمسَحَهما مع أُذنَيْهِ مرَّةً واحدةً، وهذا يُشيرُ إلى أنَّه مسَحَ أُذنَيْهِ بالماءِ الذي مسَحَ به رأسَه.
وفي الحديثِ: ما كان عليه الصَّحابةُ رضِيَ اللهُ عنهم مِن اهتمامٍ بنَقلِ أدقِّ تَفاصيلِ سُنَّةِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم.