‌‌باب ما جاء ما يستحب من الخيل2

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء ما يستحب من الخيل2

حدثنا أحمد بن محمد قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن علي بن رباح، عن أبي قتادة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خير الخيل الأدهم الأقرح الأرثم، ثم الأقرح المحجل، طلق اليمين، فإن لم يكن أدهم فكميت على هذه الشية»

اهتمَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بالخَيْلِ، ونبَّهَ على الخيْرِ الَّذي فيه؛ مِن كوْنِه وَسيلةً للجِهادِ في سَبيلِ اللهِ سُبحانه وتعالى؛ فبيَّن أفضَلَه ومَراتِبَه المتعدِّدةَ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ الرَّسولُ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "خيْرُ الخيْلِ"، أي: أفضَلُ الخيْلِ وأحسَنُها، "الأَدْهَمُ"، أي: الأسْوَدُ، "الأقْرَحُ"، أي: الَّذي في وجهِه بَياضٌ، وهو أقَلُّ مِن بَياضِ الغُرَّةِ، "الأرْثَمُ"، أي: الَّذي في شَفَتِه العُليا بَياضٌ، وقيل: في أنْفِه وشَفَتِه العُليا، "ثُمَّ"، أي: يَلِي الأوَّلَ في المرتبَةِ، "الأقْرَحُ"، أي: الَّذي في وَجْهِهِ بَياضٌ، وهو أقَلُّ مِن بَياضِ الغُرَّةِ، "المُحجَّلُ"، أي: وفي قوائمِه بَياضٌ، "طَلْقُ اليَمينِ"، أي: ليس بيُمناه بَياضٌ مع وُجودِه في باقي قَوائمِه، وقيل: أي: ليس بقَوائمِه بَياضٌ، "فإنْ لَم يكُنْ أدْهَمَ"، أي: إنْ لَم يكُنْ هذا الفرَسُ الَّذي ستستعمِلُه أسوَدَ، "فكُمَيْتٌ"، أي: بين سَوادٍ وحُمرَةٍ، وقيل: بأُذُنَيه وعُرْفِه سَوادٌ وباقي الفرَسِ أحَمرُ؛ وهذا تَفسيرٌ وتوضيحٌ لأماكِنِ السَّوادِ، وقيل: الأشْقَرُ: ما كان ذَنَبُه وعُرْفُه لوْنُهما أحمَرَ، والكُمَيْتُ يكونُ لوْنُه أسْوَدَ، "على هذِه الشِّيَةِ"، أي: على تِلك الصِّفةِ يكونُ اختِيارُك للخَيلِ لإعدادِه لسُبُلِ الخيْرِ والجِهادِ.