‌‌باب ما جاء ما يكره من الخيل

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء ما يكره من الخيل

حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا يحيى بن سعيد قال: حدثنا سفيان، قال: حدثني سلم بن عبد الرحمن النخعي، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم «أنه كره الشكال من الخيل»: هذا حديث حسن صحيح وقد رواه شعبة، عن عبد الله بن يزيد الخثعمي، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. وأبو زرعة بن عمرو بن جرير: اسمه هرم حدثنا محمد بن حميد الرازي قال: حدثنا جرير، عن عمارة بن القعقاع قال: قال لي إبراهيم النخعي: إذا حدثتني، فحدثني عن أبي زرعة، فإنه حدثني مرة بحديث، ثم سألته بعد ذلك بسنين فما أخرم منه حرفا
‌‌

الجِهادُ في سَبيلِ اللهِ هو ذِرْوةُ سَنامِ الإسلامِ، وفيه تُبذَلُ الأمْوالُ والأنْفُسُ في سَبيلِ اللهِ، لكِنَّ أجْرَهُ عظيمٌ، وقدْ جَعَل اللهُ الخَيلَ رَمزًا للعَتادِ والقُوَّةِ في الحُروبِ والجِهادِ؛ ولذلك فإنَّ القويَّ منها مُفضَّلٌ في التَّربيةِ والإعدادِ للجهادِ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أبو هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يَكرَهُ «الشِّكَالَ» في الخَيْلِ، وهو أنْ يكونَ الفَرَسُ في رِجْلِه اليُمنَى بَيَاضٌ، وفي يَدِه اليُسرَى، أو في يَدِه اليُمنَى ورِجْلِه اليُسرَى، وهذا التَّفسيرُ هو أحدُ الأقوالِ في الشِّكالِ، وقيل: الشِّكالُ هو أنْ يكونَ مِن الخيلِ ثلاثُ قَوائمَ مُحجَّلةٌ وواحدةٌ مُطلَقةٌ، وقيل: إذا ابيَضَّتِ اليدُ والرِّجلُ مِن جانبٍ واحدٍ، قِيل: به شِكالٌ.
ولعلَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كَرِهَه؛ لأنَّه قدْ جرَّب ذلك الجِنْسَ مَثَلًا، فوَجَد أنَّه ليْس فيه قوَّةٌ وليْس فيه تَميَّزٌ، أو لأنَّه على صُورةِ الخيلِ المشكولِ، أي المربوطةِ مِن أرجُلِها الثَّلاثِ، فيكونُ قدْ كَرِه اسمَ الشِّكالِ مِن جِهةِ اللَّفظِ؛ لأنَّه يُشعِرُ بنَقيضِ ما تُرادُ به الخيلُ له مِن الانطلاقِ، وقيل: الحكمةُ مَجهولةٌ.
وفي الحديثِ: بيانُ ما يُكرَهُ مِن صِفاتِ الخَيْلِ.