‌‌باب ما جاء في الثوب الأصفر

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في الثوب الأصفر

حدثنا عبد بن حميد قال: حدثنا عفان بن مسلم الصفار أبو عثمان قال: حدثنا عبد الله بن حسان، أنه حدثته جدتاه صفية بنت عليبة، ودحيبة بنت عليبة، حدثتاه، عن قيلة بنت مخرمة - وكانتا ربيبتيها، وقيلة جدة أبيهما أم أمه - أنها قالت: قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرت الحديث بطوله، حتى جاء رجل وقد ارتفعت الشمس فقال: السلام عليك يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وعليك السلام ورحمة الله» وعليه - تعني النبي صلى الله عليه وسلم - أسمال مليتين كانتا بزعفران وقد نفضتا ومع النبي صلى الله عليه وسلم عسيب نخلة: «حديث قيلة لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن حسان»

 وفي رواية النسائي ثوب دون ، فقال له : " هل لك من مال ؟ " فقال : نعم ، فقال : " من أي المال ؟ " قال : من كل ما آتى الله من الإبل والشياه ، فقال : " فكثر نعمته وكرامته عليك " أي فأظهر أثر نعمته بالحمد والشكر بلسان القال والحال ليكون سببا للمزيد في الاستقبال والمآل ، قال تعالى : ( وأما بنعمة ربك فحدث ) ، وفي السنن أيضا : " إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده " . أي لإنبائه عن الجمال الباطن وهو الشكر على النعمة ، وهاهنا مزلقة لقوم ومصعدة لآخرين في الفعل والترك ; حيث لا بد للسالك فيهما من تصحيح النية وإخلاص تلك الطوية فلا يلبس بافتخار ولا يترك بخلا واحتقارا ، فإنه ورد في الحديث " البذاذة من الإيمان " وكان صلى الله عليه وسلم يتجمل للوفود ، وفي الحقيقة لا اعتبار بالجمال الظاهري كما قال تعالى : ( وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم ) ، ولكن الغالب أن الظاهر عنوان الباطن والمدار على طهارة القلوب ومعرفة علام الغيوب ; ولذا ورد : " إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم " . ولا ينافي لبسه لهذين ما مر من صحة نهيه صلى الله عليه وسلم عن لبس المزعفر ، كذا ذكره ابن حجر من غير تعليل ، فظاهر كلامه أنه لما أنه لبس بعد نفض الزعفران ، وفيه نظر ويمكن أن يكون قبل النهي ، ويدل عليه ما في القصة الطويلة أنها كانت أول الإسلام . ( وفي الحديث قصة طويلة ) : وقال ابن حجر : وتركها لعدم [ ص: 147 ] مناسبتها لما هو فيه ، وهي ما رواه الطبراني بسند لا بأس به أن رجلا جاء فقال : السلام عليك يا رسول ، فقال : " وعليك السلام ورحمة الله وبركاته " وعليه أسمال مليتين قد كانتا بزعفران فنفضتا ، وبيده عسيب نخلة ، قاعد القرفصاء ، قال : فلما رأيته أرعدت من الفرق ، فنظر إلي فقال : " وعليك السكينة " ، فذهب عني ما أجد من الروع ، انتهى كلامه . وكأنه ما اطلع على القصة بطولها الذي هو سبب لتركها ، وهو ما ذكره ميرك حيث قال : رواه الطبراني في معجمه الكبير من طريق حفص بن عمر أبي عمر الجويني ، وهو من رجال البخاري قال : حدثنا عبد الله بن حسان العنبري ، حدثتني جدتاي صفية ودحيبة بنتا عليبة أن قيلة بنت مخرمة حدثتهما أنها كانت تحت حبيب بن أزهر أخي بني خباب ، فولدت له النساء ، ثم توفي ، فانتزع بناتها منها أيوب بن أزهر عمهن ، فخرجت تبتغي الصحابة ، أي المصاحبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول الإسلام ، إلى آخر الحديث . وتركته لأن النسخة كانت سقيمة ومصحفة ومحرفة جدا بحيث ما كان يفهم المقصود منه مع طوله ، فإنه قريب من ورقتين مع شرح غريب ما اشتمل عليه بطريق الاختصار في أربعة أوراق .