باب مناقب عبد الله بن الزبير رضي الله عنه
سنن الترمذى
حدثنا عبد الله بن إسحاق الجوهري قال: حدثنا أبو عاصم، عن عبد الله بن المؤمل، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في بيت الزبير مصباحا، فقال: «يا عائشة ما أرى أسماء إلا قد نفست فلا تسموه حتى أسميه». فسماه عبد الله وحنكه بتمرة. هذا حديث حسن غريب
وفي هذا الحديثِ تَحْكي عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها: أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم "رأى في بَيتِ الزُّبيرِ مِصباحًا"، أي: رأى النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالليلِ مِصباحًا مُضيئًا في بيتِ الزُّبيرِ بنِ العوَّامِ، ولَمْ يَكُنْ ذلك مِنْ عادةِ العَربِ فعَلِمَ أنَّ هناك شيئًا، "فقال"، أي: النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم "يا عائشةُ ما أرى أسماءَ إلَّا قَدْ نَفِستْ"، أي: لستُ أرى ذلك المصباحَ إلَّا أنَّ أسماءَ بنتَ أبي بَكْرٍ - وهي زوجةُ الزُّبيرِ بنِ العوَّامِ - قد وَلَدتْ ووَضَعتْ مولودَها، "فلا تُسمُّوهُ حتَّى أُسمِّيَه"، أي: فلا تَجْعلوا له اسْمًا حتَّى تأتوني به فأُسَمِّيه أنا، "فسمَّاهُ عبدَ اللهِ"، أي: فجيء بالمولودِ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فسمَّاهُ عبدَ اللهِ، "وحَنَّكَهُ بتَمْرةٍ"، أي: مَضَغَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تَمْرةً وأَخَذَها فوَضَعها في فَمِ المولودِ بإصْبَعِهِ الشَّريفةِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
وفي الحديثِ: تَحنيكُ المواليدِ بتَمْرةٍ؛ اقْتِفاءً بسُنَّةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
وفيه: منقبةٌ ظاهرةٌ لعَبدِ اللهِ بنِ الزُّبيرِ رضِيَ اللهُ عنهما، حيثُ اختَلَط رِيقُ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم برِيقِه.