باب ما جاء إذا جاءكم من ترضون دينه فزوجوه1
سنن الترمذى
حدثنا قتيبة قال: حدثنا عبد الحميد بن سليمان، عن ابن عجلان، عن ابن وثيمة النصري، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض» وفي الباب عن أبي حاتم المزني، وعائشة.: «حديث أبي هريرة قد خولف عبد الحميد بن سليمان في هذا الحديث» ورواه الليث بن سعد، عن ابن عجلان، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.: قال محمد: «وحديث الليث أشبه ولم يعد حديث عبد الحميد محفوظا»
ومعنى الفتنة والفساد العريض واضح، ووجه نشوء الفتنة والفساد عن ترك تزويج ذي الخلق والدين أن ذلك يقتضي ترك النساء بلا أزواج والرجال كذلك فيجر ذلك إلى افتتان بعضهم ببعض فتكثر مواقعة الفواحش، أو مقدماتها وينشأ عن ذلك من الفساد ما لا يخفى، قال في تحفة الأحوذي: قوله: إذا خطب إليكم ـ أي طلب منكم أن تزوجوه امرأة من أولادكم وأقاربكم: من ترضون ـ أي تستحسنون: دينه ـ أي ديانته وخلقه أي معاشرته فزوجوه أي إياها: إلا تفعلوا ـ أي إن لم تزوجوا من ترضون دينه وخلقه وترغبوا في مجرد الحسب والجمال أو المال: وفساد عريض ـ أي ذو عرض أي كبير وذلك لأنكم إن لم تزوجوها إلا من ذي مال، أو جاه ربما يبقى أكثر نسائكم بلا أزواج وأكثر رجالكم بلا نساء فيكثر الافتتان بالزنى وربما يلحق الأولياء عار فتهيج الفتن والفساد ويترتب عليه قطع النسب وقلة الصلاح والعفة. انتهى.
وقال الشيخ ابن جبرين رحمه الله: فهو عليه الصلاة والسلام حذر من رده إذا كان كفئاً مخافة أن تتعطل النساء إذا رد هذا الكفء، وكذلك يتعطل هذا الكفء، ويتعطل الشباب إذا رد هؤلاء وأولئك، فتحصل مفسدة عظيمة وهي انتشار الفاحشة، أو مقدمات الفاحشة. انتهى.