باب ما جاء في العدة1
سنن الترمذى
حدثنا واصل بن عبد الأعلى الكوفي قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي جحيفة، قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيض قد شاب، وكان الحسن بن علي يشبهه، وأمر لنا بثلاثة عشر قلوصا فذهبنا نقبضها فأتانا موته فلم يعطونا شيئا»، فلما قام أبو بكر قال: من كانت له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة فليجئ، فقمت إليه فأخبرته، فأمر لنا بها: «هذا حديث حسن» وقد روى مروان بن معاوية، هذا الحديث بإسناد له عن أبي جحيفة، نحو هذا وقد روى غير واحد عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي جحيفة، قال: «رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وكان الحسن بن علي يشبهه» ولم يزيدوا على هذا "
كان الصَّحابةُ الكِرامُ رَضيَ اللهُ عنهم يُحبُّونَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حُبًّا جَمًّا، حتَّى أنَّهم يَحْكُونَ ويَنقُلونَ لمَن بعْدَهم شَمائلَه وأوْصافَه الجَسديَّةَ والمَعنويَّةَ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ أبو جُحَيفةَ وَهبُ بنُ عبدِ اللهِ السُّوائيُّ رَضيَ اللهُ عنه بَعضًا مِن صِفاتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فيُخبِرُ أنَّ الحسَنَ بنَ عَليٍّ رَضيَ اللهُ عنهما كان أشبَهَ النَّاسِ به صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ سَأَلَ التَّابِعيُّ إسْماعيلُ بنُ أبي خالدٍ الصَّحابيَّ أبا جُحَيفةَ رَضيَ اللهُ عنه أنْ يَصِفَ له رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: إنَّه كان أَبْيضَ قدْ شَمِطَ، يَعْني: صار شَعرُ رَأسِه السَّوادُ مُختلِطًا بالبَياضِ.
ثمَّ قال: وأمَرَ لنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بثَلاثَ عَشْرةَ قَلوصًا، والقَلوصُ هي الأُنْثى مِن الإبلِ، وقيلَ: هي الإبلُ طَويلةُ القَوائمِ، ثمَّ مات النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قبْلَ أنْ يَأْخُذوا الإبلَ الَّتي أمَرَ بإعْطائِها لأبي جُحَيْفةَ وقَومِه، وفي رِوايةِ التِّرمِذيِّ: «فلمَّا قام أبو بَكرٍ قال: مَن كانت له عندَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عِدَةٌ فلْيَجئْ، فقُمتُ إليه، فأخبَرْتُه، فأمَرَ لنا بها».
وفي الحَديثِ: بَيانُ أنَّ الحسَنَ بنَ عَليٍّ رَضيَ اللهُ عنهما كان أكثَرَ النَّاسِ شَبَهًا بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في بعضِ صِفاتِه الجَسديَّةِ.