باب ما جاء في صفة أنهار الجنة2
سنن الترمذى
حدثنا هناد قال: حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن بريد بن أبي مريم، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة: اللهم أدخله الجنة، ومن استجار من النار ثلاث مرات قالت النار: اللهم أجره من النار «هكذا روى يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، هذا الحديث عن بريد بن أبي مريم، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، نحوه. وقد روي عن أبي إسحاق، عن بريد بن أبي مريم، عن أنس بن مالك،» موقوفا أيضا "
حثَّ الشَّرعُ الحَنيفُ على طلَبِ الجنَّةِ والعمَلِ مِن أجلِ دُخولِها والفَوزِ بنَعيمِها، وبيَّنَ أنَّ ذلك لا يَكونُ إلَّا بالتَّشميرِ والاجتِهادِ في أعمالِ الطَّاعاتِ، وسُؤالِ اللهِ والطَّلَبِ منه الفَوْزَ بها.
وفي هذا الحديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم: "مَن سألَ اللهَ الجنَّةَ ثلاثَ مرَّاتٍ"، أي: مَن دَعا اللهَ طالِبًا الجنَّةَ مُلِحًّا في طلَبِه هذا، "قالَتِ الجنَّةُ: اللَّهمَّ أدخِلْه الجنَّةَ"، أيِ: اللَّهمَّ استَجِبْ له وأجِبْ دُعاءَه وأدخِلْه الجنَّةَ، "ومَن استَجارَ مِنَ النَّارِ ثلاثَ مرَّاتٍ"، أي: ومَن استَعاذَ باللهِ ودَعا اللهَ سائِلًا، وكرَّرَ الدُّعاءَ ثَلاثَ مرَّاتٍ أن يُنجِّيَه مِنَ النَّارِ، "قالَتِ النَّارُ"، أيْ: تكَلَّمَتِ النَّارُ بعدَما سَمِعَت العبدَ يَدْعو اللهَ أن يُنجِّيَه منها: "اللَّهمَّ أجِرْه مِنَ النَّارِ"، أيِ: اللَّهمَّ استَجِبْ له وأجِبْ دُعاءَه وأنجِهِ مِن النَّارِ وأعِذْه مِنْها.
وفي الحديثِ: الحَثُّ على سُؤالِ اللهِ الجنَّةَ والاستعاذةِ به مِنَ النَّارِ.
وفيه: بَيانُ تَكلُّمِ الجنَّةِ والنَّارِ ودُعائِهما للمُسلِمِ باستِجابَةِ دُعائِه.