‌‌باب ما جاء في فضل صلاة التطوع في البيت2

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في فضل صلاة التطوع في البيت2

حدثنا إسحاق بن منصور قال: أخبرنا عبد الله بن نمير، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صلوا في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا»: «هذا حديث حسن صحيح»
‌‌

ان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حريصًا على أُمَّتِه، يُعلِّمُهم الخيرَ، ويأمُرُهم بما يَنفعُهم.

وفي هذا الحديثِ يخبِرُ عبدُ الله بنُ عمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أمَر المسلمينَ أن يُصَلُّوا في بُيوتِهم بعضَ الصَّلَواتِ مِن النَّوافِلِ والسُّننِ؛ مِثل الضُّحى وقِيامِ اللَّيلِ والتهجُّدِ وغيرِ ذلك، والمرادُ الحثُّ على صلاةِ النَّافِلةِ في البَيتِ؛ فقد جاء في الصَّحيحَينِ مِن حديثِ زَيدِ بنِ ثابتٍ رَضيَ اللهُ عنه، أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ قال: «فإنَّ أفضَلَ الصَّلاةِ صَلاةُ المَرءِ في بَيتِه، إلَّا المَكتوبةَ»؛ لكَوْنِ ذلِك أبعَدَ مِن الرِّياءِ، وأَصْوَنَ مِن المُحبِطاتِ، ولِيَتَبَرَّكَ به البَيتُ، وتَنزِلَ الرَّحمةُ فيه والملائكةُ، وتَنفِرَ منه الشَّياطينُ، وتَحْيا هذه البُيوتُ ويَحْيا مَن فيها ببَرَكةِ الصَّلاةِ وما فيها مِن ذِكرٍ ودعاءٍ، ولا تُتَّخَذَ قُبورًا بحيثُ تَكونُ كأنَّ أهْلَها أمواتٌ يَسكُنونَ القُبورَ.

وقيل: يَحتمِلُ أنْ يكونَ معناه: لا تجْعَلوا بُيوتَكم أوطانًا للنومِ لا تُصلُّونَ فيها؛ فإنَّ النومَ أخو الموتِ.