باب ما جاء من الرخصة في السمر بعد العشاء
سنن الترمذى
حدثنا أحمد بن منيع قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عمر بن الخطاب، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمر مع أبي بكر في الأمر من أمر المسلمين وأنا معهما»، وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، وأوس بن حذيفة، وعمران بن حصين، «حديث عمر حديث حسن» وقد روى هذا الحديث الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم، عن علقمة، عن رجل من جعفي يقال له: قيس أو ابن قيس، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث في قصة طويلة، «وقد اختلف أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، والتابعين، ومن بعدهم في السمر بعد صلاة العشاء الآخرة، فكره قوم منهم السمر بعد صلاة العشاء، ورخص بعضهم إذا كان في معنى العلم، وما لا بد منه من الحوائج، وأكثر الحديث على الرخصة»
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يهتمُّ لأمْرِ المسلِمين ومَصالِحِهم؛ لِمَا جعَل اللهُ عزَّ وجلَّ مِن مَسؤوليَّةٍ عليه نحوَهم، فكان يظَلُّ مُستيقِظًا بعدَ العِشاءِ أحيانًا لِمُناقشَةِ أبي بكْرٍ وعُمَرَ في حوائِجِ المسلِمين.
وفي هذا الحديثِ يقولُ عمَرُ بنُ الخطَّاِب رَضِي اللهُ عَنه: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم "يَسمُرُ"، أي: يتكلَّمُ بعدَ العِشاءِ، "مع أبي بكْرٍ في الأمْرِ مِن أمْرِ المسلِمين وأنا معَهما"، أي: كان هذا المجلِسُ يجمَعُ بينَ أبي بكْرٍ وعمَرَ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم؛ للتَّحدُّثِ في شُؤونِ وحوائِجِ المسلِمين، وقد كانا كوَزيرَينِ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يأخُذُ برأْيِهما في أمُورٍ كثِيرةٍ فيما لَم يَنزِلْ فيه وحْيٌ.
وقد ورَدَ في أحاديثَ أخرى النهيُ عن السَّمرِ بعدَ العِشاءِ وكراهةُ الحديثِ بعدَها؛ فقيل: النَّهيُ عن السَّمَرِ هو فيما ليس فيه خيْرٌ، والسَّمرُ للحاجَةِ ليس داخِلًا في النَّهْيِ.