باب ما جاء في صف أهل الجنة1
سنن الترمذى
حدثنا حسين بن يزيد الطحان الكوفي قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن ضرار بن مرة، عن محارب بن دثار، عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أهل الجنة عشرون ومائة صف ثمانون منها من هذه الأمة وأربعون من سائر الأمم»: «هذا حديث حسن» وقد روي هذا الحديث عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن النبي صلى الله عليه وسلم " مرسلا، ومنهم من قال: عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، وحديث أبي سنان، عن محارب بن دثار حسن " وأبو سنان اسمه: ضرار بن مرة، وأبو سنان الشيباني اسمه: سعيد بن سنان وهو بصري، وأبو سنان الشامي اسمه: عيسى بن سنان هو القسملي "
كرَّم اللهُ سبحانه وتعالى الأمَّةَ الإسلاميَّةَ وأحسَن إليها فضْلًا منه ورحْمةً، وتكرِيمًا لنَبيِّه، فجعَلها أكثَرَ الأُمَمِ دُخولًا للجنَّةِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ الرَّسولُ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "أهْلُ الجنَّةِ عِشرون ومِئةُ صَفٍّ، ثَمانون منها مِن هذه الأمَّةِ"، أي: ثَمانون صفًّا مِن أمَّةِ الإسلامِ، "وأربعون مِن سائِرِ الأُمَمِ"، أي: أربعون صفًّا مِن باقي الأمَمِ، فيَزِيدُ بذلك عدَدُ أمَّةِ الإسلامِ عن النِّصفِ فيَصِلُ إلى الثُّلثينِ مِن جملَةِ الصُّفوفِ الَّتي تدخُلُ الجنَّةَ؛ كرامَةً مِن اللهِ سبحانه وتعالى لهذه الأمَّةِ، وقيل: الثَّمانون صَفًّا تُساوي الأربعين صفًّا، فتكونُ الأُمَّةُ حينَئذٍ نِصْفَ العدَدِ، وإنْ زادَتْ في الصُّفوفِ كما رجَا النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ذلك للأمَّةِ؛ كما في حديثٍ آخَرَ، ولكنَّ الظَّاهرَ مُساواةُ الصُّفوفِ لبعْضِها، وقيل: رَجاءُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يُحتَملُ أنَّه رَجا النِّصفَ، فزادَه اللهُ أكثَرَ ممَّا أرادَ؛ فضْلًا منه سبحانه وتعالى.
وفي الحديثِ: بيانُ فَضلِ اللهِ سبحانَه وتعالَى على أُمَّةِ الإسلامِ.