باب ما جاء في صوم ثلاثة أيام من كل شهر4
سنن الترمذى
حدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا أبو داود قال: أخبرنا شعبة، عن يزيد الرشك، قال: سمعت معاذة قالت: قلت لعائشة: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم ثلاثة أيام من كل شهر؟ قالت: «نعم»، قلت من أيه كان يصوم؟ قالت: «كان لا يبالي من أيه صام»: «هذا حديث حسن صحيح». «ويزيد الرشك هو يزيد الضبعي وهو يزيد بن القاسم وهو القسام، والرشك هو القسام بلغة أهل البصرة»
كان التَّابِعون حرِيصينَ على سُؤالِ الصَّحابةِ عن أحوالِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم وعن عِبادتِه؛ حتَّى يَقتَدوا بهدْيِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في الأمُورِ كلِّها.
وفي هذا الحديثِ: أنَّ مُعاذَةَ العدَويَّةَ سألتْ عائشَةَ رَضِي اللهُ عَنها عن صِيامِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ثلاثةَ أيَّامٍ مِن كلِّ شهْرٍ، وكيف كان يَصومُهنَّ؟ فقالتْ: قلتُ لعائشَةَ: "أكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يصومُ ثلاثَةَ أيَّامٍ مِن كلِّ شهْرٍ؟"، أي: هل كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يواظِبُ على صيامِ ثلاثَةِ أيَّامٍ مِن كلِّ شهرٍ؟ فقالت عائشَةُ لها: "نعَمْ"، أي: كان يصومُ مِن كلِّ شهرٍ ثلاثَةَ أيَّامٍ، ثمَّ سأَلَتْها مرَّةً أُخرى، فقالت: قلتُ: "مِن أيِّه كان يصومُ؟"، أي: سأَلتْها عن هذه الأيَّامِ الثَّلاثةِ: أكان يصومُهنَّ مِن أوَّلِ الشَّهرِ أَم مِن وسَطِه أَم مِن آخِرِه؟ فقالت عائشَةُ رَضِي اللهُ عَنها: "كان لا يُبالي"، أي: لَم يَقصِدْ أو يتَحرَّ، "مِن أيِّه صام"، أي: إنَّه لَم يَكُنْ يُعيِّنُ أيَّامًا مخصوصَةً مِن الشَّهرِ، بل مرَّةً يصومُ مِن أوَّلِه ومرَّةً مِن وسَطِه ومرَّةً مِن آخِرِه.