باب ما جاء في كراهية إتيان النساء في أدبارهن
سنن الترمذى
حدثنا أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر، عن الضحاك بن عثمان، عن مخرمة بن سليمان، عن كريب، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا ينظر الله إلى رجل أتى رجلا أو امرأة في الدبر» هذا حديث حسن غريب. وروى وكيع هذا الحديث
نَهَى الإسلامُ عن جَميعِ الأفعالِ الخبيثةِ الـمُستقذَرةِ، وحثَّ على ما هو نافعٌ مُستَحسَنٌ إلى النُّفوسِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "لا يَنظُرُ اللهُ عزَّ وجلَّ إلى رجُلٍ"، أي: لا يَنظُرُ اللهُ إليه نَظرةَ رَحمةٍ، فيَرحَمَه، ثمَّ ذكَرَ الفِعْلَ الذي يُعاقَبُ صاحِبُه بهذا "أَتَى رجُلًا"، أي: وقَعَ عليه وجامَعَه، كفِعْلِ قَومِ لُوطٍ الذين كانوا يأْتون الذُّكرانَ، وهذا مِن أعظَمِ الفواحِشِ وأخطَرِها على البشريَّةِ، ومِن مَضَارِّ اللِّواطِ: الجِنايةُ على الفِطرةِ البشريَّةِ السليمةِ، وأنَّه مَفسَدةٌ للشبابِ بالإسرافِ في الشَّهوةِ؛ لأنه يُنالُ بسُهولةٍ، وإذلالُ الرِّجالِ، وقِلَّةُ النسلِ بانتشارِ هذه الفاحشةِ، وإفسادُ الحياةِ الزوجيةِ، وتَفكُّكُ العائلاتِ والأُسَرِ، وغَرسُ العداوةِ والبغضاءِ، "أو امرأةً في دُبُرِها"، أي: لا يَنظُرُ إلى رجُلٍ واقَعَ وجامَعَ امرأةً في دُبُرِها، أي: مِن خَلْفِها بدلًا مِن القُبُلِ؛ فهو ليس مكانًا للوَلَدِ، بلْ هو مكانٌ مُستقذَرٌ طبْعًا، وهو فِعْلٌ فاحِشٌ، وفيه قَطْعُ النَّسْلِ، ومُخالفةُ الطَّبيعةِ البَشَريةِ.
وفي الحديثِ: التَّحذيرُ والترهيبُ الشَّديدُ مِن اللِّواطِ وإتيانِ المرأةِ في دُبُرِها .