باب من كان يعجبه الفأل ويكره الطيرة3
سنن ابن ماجه
حدثنا أبو بكر، حدثنا وكيع، عن سفيان، عن سلمة، عن عيسى بن عاصم، عن زرعن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الطيرة شرك" وما منا إلا، ولكن الله يذهبه بالتوكل (1)
الطِّيَرةُ هي التشاؤُمُ بالشيءِ وقد ذكَرَها النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في هذا الحديثِ ثلاثًا مُحذِّرًا مِنها، فقال: "الطِّيَرةُ شِركٌ الطِّيَرةُ شِركٌ .. ثلاثًا"، وإنَّما كانتِ الطِّيَرةُ شِركًا؛ لأنَّها من أعمالِ أهلِ الشِّركِ، ولأنَّها سوءُ ظنٍّ في اللهِ عزَّ وجلَّ.
وقولُه: (وما مِنَّا إلَّا)، أي: ما منَّا أحدٌ إلَّا يَعترِيه التطيُّرُ، ولكنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يُذهب عنه هذا الفِعلَ الذي هو مِن شِيَمِ أهل الجاهلِيَّةِ بالتوكُّلِ على اللهِ وحْدَه، مع فِعلِ الأسبابِ ثم تَرْكِ الأمرِ للهِ سُبحانَه وهو يُقدِّره حيثُ شاءَ وكيفَما شاءَ.
وفي الحديثِ: الأمرُ بالتوكُّلِ على اللهِ وحدَه وتعلُّق القلبِ به سُبحانَه.