باب: ومن سورة آل عمران6
سنن الترمذى
حدثنا عبد بن حميد قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول في قوله تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس} [آل عمران: 110] قال: «أنتم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله» هذا حديث حسن، وقد روى غير واحد هذا الحديث عن بهز بن حكيم نحو هذا، ولم يذكروا فيه {كنتم خير أمة أخرجت للناس} [آل عمران: 110] "
شرَّفَ اللهُ الأُمَّةَ الإسلاميَّةَ وكرَّمها بكثيرٍ مِنَ الأشياءِ التي لم تَكُنْ للأُممِ السَّابِقةِ.
وفي هذا الحديثِ يَحكي مُعاويةُ بنُ حَيْدةَ رَضيَ اللهُ عنه: أنَّه سَمِعَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ في قولِهِ تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110]، قال: إنَّكُمْ "تُتِمُّونَ"، أي: يَكْتَمِلُ العَددُ بكم "سبعينَ أُمَّةً"؛ قيل: أي: مِنَ الأُممِ الكِبارِ، وقيل: المُرادُ الأُممُ التي آمَنتْ برَسولِها، وقيل: العددُ هنا لا يُقْصَدُ لذاتِهِ بلْ مِن بابِ التَّكثيرِ، "أَنْتُمْ خيرُها"، أي: أَفْضَلُها "وأَكْرَمُها على اللهِ"، يَعْني: بما أَعْطى لها سُبحانَه مِنْ مَنْزلةٍ، وفَضائلَ، وشَرائعَ وأحكامٍ خاصَّةٍ بها دونَ مَنْ سَبَقَها، وأَفْضَلُ تلك الأُمَّةِ هم الصَّحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم..