باب: ومن سورة الزمر8
سنن الترمذى
حدثنا أحمد بن منيع قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال: أخبرنا سليمان التيمي، عن أسلم العجلي، عن بشر بن شغاف، عن عبد الله بن عمرو قال: قال أعرابي: يا رسول الله ما الصور؟ قال: «قرن ينفخ فيه». «هذا حديث حسن إنما نعرفه من حديث سليمان التيمي»
كان الأعرابُ وغيرُهم من صَحابةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَسألونَه عن مَعاني القرآنِ، وما خَفِيَ لهم منه، فيُوضِّحُ لِمَن سَألَه ما غَمَض عليهم مِن المعاني؛ مُبلِّغًا رِسالةَ ربِّه، وحتى يكونوا مُؤمنِينَ على عِلمٍ.
وفي هذا الحَديثِ يَحكي عبدُ اللهِ بنُ عمرِو بنِ العاصِ رَضِي اللهُ عَنهما: أنَّه "جاء أعرابيٌّ"، أي: ممَّن كانوا يسكُنونَ الصَّحْراءَ لا المُدُنَ "إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم" فسأَله "قال: ما الصُّورُ؟"، أي: ما معنى وحقيقةُ الصُّورِ المذكورِ في القرآنِ، فأجابه النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم "قال: قَرْنٌ يُنفَخُ فيه"، أي: هو كالبُوقِ، وهو ما يَنفُخُ فيه إسرافيلُ يومَ القيامةِ؛ ليقومَ النَّاسُ لرَبِّ العالَمينَ.
وفي الحديثِ: بيانُ أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم كان يُفسِّرُ بعضَ معاني القرآنِ بنَفْسِه.
وفيه: إثباتُ وجودِ الصُّورِ الذي يَنفُخُ فيه إسرافيلُ المَلَكُ المُوكَّلُ بذلك مِن قِبلِ اللهِ تعالى.