باب كتاب المغازي
بطاقات دعوية
عن ابن معقل (19) أن عليا رضي الله عنه كبر على سهل بن حنيف (20)، فقال: إنه شهد بدرا.
غَزْوةُ بَدرٍ هي أوَّلُ مَعرَكةٍ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكانت فاصِلةً بينَ الإيمانِ والكُفرِ، وكان لمَن شهِدَها منَ الصَّحابةِ فَضلٌ ومَنزِلةٌ كُبْرى، وقدِ اجتَهَدَ العُلماءُ في تَحْديدِ مَن شهِدَ بَدرًا والتَّعْريفِ به
وفي هذا الحَديثِ يَرْوي التَّابِعيُّ عبدُ اللهِ بنُ مَعقِلٍ أنَّ عَليَّ بنَ أبي طَالِبٍ رَضيَ اللهُ عنه صلَّى وكبَّرَ على سَهلِ بنِ حُنَيفٍ رَضيَ اللهُ عنه لصَلاةِ الجِنازةِ، وكان سَهلٌ رَضيَ اللهُ عنه قد شهِدَ بَدرًا، والمَشاهِدَ معَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقدْ آخَى النَّبيُّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ بيْنَه وبيْنَ عَليِّ بنِ أبي طالبٍ رَضيَ اللهُ عنهما، وكان مِن أُمَراءِ عَليٍّ رَضيَ اللهُ عنه، مات بالكُوفةِ سَنةَ ثَمانٍ وثَلاثينَ، والمَقْصودُ بالتَّكْبيرِ عليه -كما وقَع في رِوايةٍ أُخْرى في السُّنَنِ الكُبْرى للبَيْهَقيِّ-: أنَّه كبَّر عليه سِتًّا، والحاصِلُ: أنَّه لم يُكبِّرْ عليه أربَعًا، كما هو مَعْروفٌ في الجِنازةِ، وهو الأصْلُ؛ إلَّا أنَّ لأهلِ بَدرٍ مَزيَّةً خاصَّةً على غَيرِهم، كما قال عَليٌّ رَضيَ اللهُ عنه: إنَّه شهِدَ بَدرًا؛ يُشيرُ إلى أنَّ لمَن شَهِدَها فَضلًا على غيرِهم في كلِّ شَيءٍ، حتَّى في تَكْبيراتِ الجِنازةِ، وهذا يدُلُّ على أنَّه كان مَشْهورًا عندَهم أنَّ التَّكبيرَ على الجِنازةِ أربَعٌ، وهو قَولُ أكثَرِ أهلِ العِلمِ