بقية حديث أبي بردة بن نيار واسمه هانئ بن نيار خال البراء 4
مسند احمد
حدثنا سويد بن عمرو الكلبي، قال: حدثنا شريك، عن عبد الله بن عيسى، عن جميع أو أبي جميع، عن خاله أبي بردة بن نيار، أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى طعاما فأدخل يده فيه فرأى غير ذلك فقال: «ليس منا من غشنا»
نَهى الإسلامُ عن كلِّ أنواعِ الغِشِّ- وهو الخِداعُ الَّذي يُسبِّبُ ضَررًا للغَيرِ
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أبو هريرةَ رَضِي اللهُ عَنه: "أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم مرَّ برَجُلٍ يَبيعُ طَعامًا"، وكان الرَّجلُ يُظهِرُ الجيِّدَ والصَّالِحَ مِنه للنَّاسِ، ويُخْفي مِن تَحتِه السَّيِّئَ والفاسِدَ، فسأَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم البائعَ: "كيف تَبيعُ؟"، أي: كيف يَكونُ بيعُ طَعامِكَ للنَّاسِ؟ فأخبَرَه، أي: أخبَر الرَّجلُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عَكْسَ ما يَفعَلُ في بيعِه؛ حيثُ إنَّه يَغُشُّ ويَخدَعُ النَّاسَ، "فأُوحِيَ إليه"، أي: جاء الوَحيُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "أن أدخِلْ يدَك فيه"، أي: في الطَّعامِ الَّذي يَبيعُه الرَّجلُ، "فأدخَل يدَه فيه، فإذا هو مَبلولٌ"، أي: أصابَه الماءُ، واكتَشَف رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم غِشَّ الرَّجلِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "ليس مِنَّا مَن غشَّ"، أي: ليس مِن أخلاقِنا وأفعالِنا ومَنهجِنا في الإسلامِ مَن يَخدَعُ النَّاسَ، ويتَسبَّبُ لهم في الأذى