مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه267
حدثنا يزيد، حدثنا همام، عن قتادة، عن أنس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن من حسن الصلاة إقامة الصف " (1)
لصَلاةِ الجَماعَةِ ضَوابِطُ وقَواعدُ يَنبَغي مُراعاتُها وتَعلُّمُها، ومِن هذه الضَّوابِطِ ما يَتَعلَّقُ بتَسويَةِ الصَّفِّ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "إنَّ مِن تَمامِ الصَّلاةِ"، أي: من حُسْنِها، وتَمامِها، وكَمالِها، "إقامَةَ الصَّفِّ"، أي: تَسويَةَ الصُّفوفِ بألَّا يكونَ فيها اعْوجاجٌ، كما جاءَ عِندَ البُخاريِّ من حَديثِ أبي هُرَيرَةَ رضِيَ اللهُ عنه، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "أقِيمُوا الصَّفَّ في الصَّلاةِ؛ فإنَّ إقامَةَ الصَّفِّ من حُسْنِ الصَّلاةِ"؛ وذلك لأنَّ الشَّيْطانَ إذا وَجَدَ فُرجَةً في الصَّفِّ دخَل فيها، كما روى أحمدُ في مُسنَدِه عن عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "ولا تَذَروا فُرُجاتٍ للشَّيْطانِ"، وخرَّج عبدُ الرَّزَّاقِ عن عطاءٍ أنَّه قال: بَلَغَنا أنَّ الشَّيْطانَ إذا وَجَدَ فُرجَةً دخَل فيها؛ فعلى المُسلِمِ أنْ يُحافِظَ على تَسويَةِ الصَّفِّ في الصَّلاةِ؛ حتى لا يَجعَلَ للشَّيْطانِ مَدخَلًا فيها، كما أنَّ في تَسويَةِ الصُّفوفِ إظْهارًا للمَوَدَّةِ وعَدَمِ التَّباغُضِ بين المُسلِمينَ.