حديث أبي سريحة الغفاري حذيفة بن أسيد 7
مستند احمد
حدثنا أبو سعيد، مولى بني هاشم، قال: حدثنا المثنى بن سعيد، قال: حدثنا قتادة، عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن أسيد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ذات يوم فقال: «صلوا على أخ لكم مات بغير أرضكم» قالوا: من هو يا رسول الله؟ قال: «صحمة النجاشي» فقاموا فصلوا عليه
النَّجاشيُّ اسمُه أَصحمةُ، وكان أحدَ مُلوكِ الحَبشةِ، وهو الذي استقبلَ المهاجِرينَ من المسلِمينَ الذين فرُّوا بدِينِهم مِن أذَى قُرَيشٍ إلى الحبشةِ، وأكرمَ وفادتَهم وأمَّنهم على دِينِهم، وقدْ آمَن النَّجاشيُّ بالنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ودخَلَ في الإسلامِ
وفي هذا الحديثِ: أنَّه لَمَّا ماتَ النجاشيُّ بالحَبشةِ- وكان النجاشيُّ مَلِكَ الحَبَشَةِ وقْتَها- "نَعاه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم للنَّاسِ"، أي: أَخْبَرَهُمْ بموتِ النَّجاشيِّ وانْقِضاءِ أَجَلِه، "في اليومِ الَّذي مات فيه"، أي: في اليومِ نَفْسِه الَّذي مات فيه النَّجاشيُّ أَخْبَرَهُم بموتِه وهذا مِن عَلاماتِ نُبوَّتِه صلَّى الله عليه وسلَّم، وخَرَجَ بهم إلى "المُصلَّى"، أي: المكانِ الَّذي يُصلَّى فيه، "فصَفَّ بهم"، أي: جَعَلَهم صُفوفًا وصلَّى بهم إمامًا، "وكبَّرَ أَرْبَعَ تكبيراتٍ"، أي: وصلَّى بهم صلاةَ الجِنازةِ على النجاشيِّ أَرْبَعَ تكبيراتٍ
وفي الحَديثِ: حِرْصُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على المُسلِمينَ في أَقْطارِ الأرضِ كافَّةً، وبيانُ رَحْمته صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بأُمَّتِه