حديث زيد بن ثابت، عن النبي صلى الله عليه وسلم3
مسند احمد
حدثنا أبو أحمد، حدثنا كثير بن زيد، عن المطلب بن عبد الله، قال:، تماروا في القراءة في الظهر والعصر، فأرسلوا إلى، خارجة بن زيد، فقال: قال أبي: "قام، أو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطيل القيام، ويحرك شفتيه " " فقد أعلم ذلك لم يكن إلا لقراءة، فأنا أفعل " (1)
الصَّلاةُ فريضةٌ عَظيمةٌ ورُكنٌ مِن أركانِ الدِّينِ، بَيَّنَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صِفتَها وأحكامَها، وعَلَّمها للصَّحابةِ وقال: صَلُّوا كما رَأيتُموني أُصَلِّي، ومِنَ الأحكامِ المُتَعَلِّقةِ بالصَّلاةِ القِراءةُ فيها؛ فقد كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقرَأُ في جَميعِ الصَّلَواتِ سورةً غَيرَ سورةِ الفاتِحةِ، سَواءٌ كانتِ الصَّلاةُ جَهريَّةً أو سِرِّيَّةً، ولَكِن لَمَّا كانت صَلاةُ الظُّهرِ والعَصرِ سِرِّيَّةً خَفِيَ ذلك على بَعضِ النَّاسِ: هَل كان يَقرَأُ فيها رَسولُ اللهِ أم لا؟ يَقولُ المُطَّلِبُ بنُ عَبدِ اللهِ أحَدُ التَّابِعينَ: تَمارَوا، أي: تَجادَلَ النَّاسُ واختَلَفوا، في القِراءةِ في الظُّهرِ والعَصرِ، أي: هَل يَقرَأُ فيها أم لا؟ فأرسَلوا إلى خارِجةَ بنِ زَيدٍ، وهو أحَدُ الفُقَهاءِ السَّبعةِ مِنَ التَّابِعينَ، يَسألونَه عن ذلك، فقال لَهم خارِجةُ: قال أبي، أي: زَيدُ بنُ ثابتٍ رَضِيَ اللهُ عنه: قامَ، أو كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُطيلُ القيامَ، أي: في الصَّلاةِ السِّرِّيَّةِ، ويُحَرِّكُ شَفتَيه، وهذا يَدُلُّ على أنَّه كان يَقرَأُ؛ ولهذا قال زَيدٌ: فقد أعلَمُ ذلك لَم يَكُنْ، أي: تَحريكُ الشَّفتَينِ، إلَّا لقِراءةٍ، فأنا أفعَلُ، أي: فأنا أقرَأُ في الصَّلاةِ السِّرِّيَّةِ كما كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقرَأُ.
وفي الحَديثِ الرُّجوعُ إلى أهلِ العِلمِ عِندَ الاختِلافِ.
وفيه مَشروعيَّةُ إطالةِ القيامِ في الصَّلاةِ.
وفيه أنَّ القِراءةَ في صَلاةِ الظُّهرِ والعَصرِ تَكونُ سِرِّيَّةً.
وفيه مَشروعيَّةُ القِراءةِ في صَلاةِ الظُّهرِ والعَصرِ.
وفيه أنَّ القِراءةَ لا تَكونُ إلَّا بتَحريكِ الشَّفتَينِ.
وفيه حِرصُ الصَّحابةِ على تَتَبُّعِ أحوالِ صَلاةِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم.
وفيه اقتِداءُ الصَّحابةِ بالنَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم .