حسن المعاملة والرفق في المطالبة 2
سنن النسائي
أخبرنا هشام بن عمار، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا الزبيدي، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، أنه سمع أبا هريرة يقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كان رجل يداين الناس، وكان إذا رأى إعسار المعسر قال لفتاه: تجاوز عنه، لعل الله تعالى يتجاوز عنا، فلقي الله فتجاوز عنه "
الدَّجَّالُ شَخصٌ كذَّابٌ مِن بَني آدَمَ، يُقالُ له: الدَّجَّالُ؛ لعِظَمِ كَذِبِه وكَثرةِ دَجَلِه وافترائِه، وظُهورُه مِن العَلاماتِ الكُبرى ليومِ القِيامةِ، يَبتلي اللهُ به عِبادَه، ويَمكُثُ في الأرضِ أربعينَ يومًا، ثمَّ يَقتُلُه نَبيُّ اللهِ عِيسى ابنُ مَريمَ عليه السَّلامُ، وقدْ حذَّرَ منه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وبيَّنَ فِتنَتَه وخِداعَه للنَّاسِ؛ ليَأخُذوا حِذْرَهم
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ الدَّجَّالَ عندما يَظهَرُ في آخِرِ الزَّمانِ سَيَكونُ معه ماءٌ ونارٌ، وهذا مِن فِتنتِه، امتحَنَ اللهُ تعالَى به عِبادَه ليُحِقَّ الحقَّ ويُبطِلَ الباطلَ، ثمَّ يَفضَحَه ويُظهِرَ للنَّاسِ عَجْزَه. ويُوجِّهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَن حَضَرَ زمَنَ الدَّجَّالِ أنْ يُخالِفَه ولا يَتبَعَه؛ وذلك لأنَّ الَّذي يَرى النَّاسُ أنَّها نَارٌ في الظَّاهرِ، فباطِنُها ماءٌ بارِدٌ، والذي يَراهُ النَّاسُ ماءً بارِدًا في الظَّاهرِ، فَهو في الباطنِ نارٌ تُحْرِقُ، فعلى المسلمِ ألَّا يَخْشى نارَهُ، وأنْ يَقَعَ بنفْسِه في التي يَراها نارًا، أو يُخالِفَ الدَّجَّالَ حتَّى يُلقِيَه فيها؛ فإنَّها في حَقيقةِ الأمرِ ماءٌ عَذْبٌ بارِدٌ
وفي الحديثِ: إخبارُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ببَعضِ أُمورِ الغَيبِ
وفيه: عِظمُ فِتنةِ الدَّجَّالِ، نجَّانا اللهُ تعالَى منها بفضْلِه ومَنِّهِ وكَرمِه