فضل الصدقة في سبيل الله عز وجل 1
سنن النسائي
أخبرنا بشر بن خالد، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن سليمان، قال: سمعت أبا عمرو الشيباني، عن أبي مسعود، أن رجلا تصدق بناقة مخطومة في سبيل الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليأتين يوم القيامة بسبع مائة ناقة مخطومة»
اللهُ عَزَّ وجَلَّ واسِعُ الرَّحمةِ، جَزيلُ العَطاءِ؛ فأجْرُهُ كبيرٌ، وفَضْلُه عَظيمٌ
وفي هذا الحديثِ يَرْوي أبو مَسعودٍ عُقْبةُ بنُ عَمرٍو رَضيَ اللهُ عنه أنَّ رجلًا جاءَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بِناقةٍ مَخطُومةٍ، أي: فيها خِطَامٌ، وهو قَرِيبٌ مِن الزِّمامِ، وهو حَبْلٌ يُلَفُّ حَوْلَ أنفِ النَّاقَةِ يُشَدُّ على أعلَى رَأسِها لِتُقَادَ به، وهو دَليلٌ على كَونِها ذَلُولًا صالحةً للحَمْلِ والرُّكوبِ، والنَّاقةُ: هي أُنثى الجَمَلِ، فقال الرَّجُلُ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «هذه في سَبِيلِ اللهِ» أي: صَدَقَةٌ للجِهادِ في إعلاءِ كَلِمةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، فأخبَرَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنَّه يُجازى بها يوْمَ القيامةِ «سَبْعَ مِائةِ ناقةٍ، كلُّها مَخْطُومَةٌ» وذلك على سَبيلِ المُضاعَفةِ في الأجرِ والثَّوابِ، مِصداقًا لقولِه تَعالَى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 261]، ويَحتمِلُ أنَّ له سَبْعَ مِائةِ ناقةٍ في الجنَّةِ يَتنزَّهُ عليهنَّ ويَركَبُهنَّ حيْثُ شاء
وفي الحديثِ: بَيانُ فَضلِ الصَّدَقةِ في سَبيلِ اللهِ