مسند أبي هريرة رضي الله عنه 233
مسند احمد
حدثنا سفيان، عن ابن عجلان، عن بكير بن عبد الله، عن عجلان، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «للمملوك طعامه وكسوته، ولا تكلفونه من العمل ما لا يطيق»
المُعاملةُ الحسَنةُ وحسْنُ الخلُقِ وبذْلُ الإحْسانِ للنَّاسِ؛ منَ الأُمورِ الَّتي حَثَّ عليها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأمَرَ المسلِمَ أنْ يَتحلَّى بها مع إخْوانِه، بلْ مع مُجتمَعِه كلِّه
وفي هذا الحديثِ يُبَيِّنُ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ لِلمملوكِ -أي: لِلعبدِ- على سَيِّدِه أَكْلَه وشُربَه، وكُسوتَه ومَلابسَه، بِالقَدْرِ الَّذي يَدفعُ به ضَرورتَه، وبحسَبِ العادةِ الَّتي عليها أهلُ البلدِ، فإنْ زاد على ما فُرِض عليه مِن قُوتِه وكِسوتِه بالمعروفِ، كان مُتفضِّلًا مُتطوِّعًا، كما في الصَّحيحينِ -واللَّفظُ للبُخاريِّ- عن أبي هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه قال: قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «إذا أتى أحدَكم خادمُه بطَعامِه، فإنْ لم يُجلِسْه معه، فلْيُناوِلْه لُقمةً أو لُقمتينِ، أو أُكلةً أو أُكلَتينِ؛ فإنَّه وَلِيَ عِلاجَه»
وأخبَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أيضًا أنَّ المملوكَ ينبغي ألَّا يُكلِّفَه سيِّدُه إلَّا مِن جِنسِ ما يقدِرُ عليه مِن العملِ، وعندَ البُخاريِّ ومُسلمٍ: «فمَن كان أخوه تَحْتَ يَدِه، فلْيُطعِمْه ممَّا يَأكُلُ، وليُلْبِسْه ممَّا يَلبَسُ، ولا تُكلِّفوهم ما يَغلِبُهم، فإنْ كلَّفتُموهم فأعِينُوهم»، يعني: لا تَطلبُوا منهم مِنَ العملِ ما لا يَستطيعونَ فِعلَه، فإنْ أَمَرتُموهم بشَيءٍ مِن ذلكَ فعليْكم إعانتُهم
وفي الحديثِ: الحثُّ على الإحسانِ إلى المماليكِ والرِّفقِ بهم