مسند أبي هريرة رضي الله عنه 696

مسند احمد

مسند أبي هريرة رضي الله عنه 696

حدثنا عبيد بن أبي قرة، حدثنا سليمان، عن ابن عجلان، عن عبيد الله بن سلمان الأغر، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «ما ينبغي لذي الوجهين أن يكون أمينا»

مِنَ الصِّفاتِ السَّيِّئةِ والأخلاقِ الذَّميمةِ في الشَّخصِ أن يَكونَ ذا وجهَينِ

 وهو أن يَأتيَ هؤلاء بوجهٍ ثُمَّ يَذهَبَ ويَأتيَ القَومَ الآخَرينَ بوَجهٍ، وهو النَّمَّامُ الذي يَنقُلُ الحَديثَ للإفسادِ، فيُظهِرُ عِندَ كُلِّ أحَدٍ ما يُخفيه عنِ الآخَرِ كَذِبًا وخِداعًا، وإفسادًا ونِفاقًا، أو هو الذي يَأتي كُلَّ طائِفةٍ بما يُرضيها، فيُظهِرُ لَها أنَّه مِنها وموافِقٌ لَها ومُخالِفٌ لضِدِّها، وصَنيعُه نِفاقٌ ومَحضُ كَذِبٍ وخِداعٍ؛ ولهذا أخبَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ مَن كان بهذه الصِّفةِ فإنَّه لا يَصلُحُ أن يَكونَ أمينًا، فقال: ما يَنبَغي، أي: ما يَصلُحُ لذي الوجهَينِ، أي: صاحِبِ الوجهَينِ، أن يَكونَ أمينًا، أي: صاحِبَ أمانةٍ. والمَعنى: أنَّه لا يَتَيَسَّرُ له، ولا يَتِمُّ مِنه هذا الأمرُ، أو لا يَنبَغي له أن يَتَحَمَّلَ الأمانةَ ويَقبَلَها؛ لأنَّها لا تَتِمُّ مِنه، وهو ليس بأهلٍ لَها
وفي الحَديثِ أنَّ ذا الوجهَينِ لا يتِمُّ له أن يَكونَ مُؤتَمَنًا