مسند جابر بن عبد الله رضي الله عنه 1000
مسند احمد
حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن موسى بن عقبة، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة قد سرقت، فعاذت بربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «والله لو كانت فاطمة لقطعت يدها» ، فقطعها قال ابن أبي الزناد: وكان ربيب النبي صلى الله عليه وسلم سلمة بن أبي سلمة، وعمر بن أبي سلمة، فعاذت بأحدهما
الابتعادُ عمَّا نَهى اللهُ عنهُ مِن صِفاتِ المؤمنِ، لا سيَّما إذا كانَ الأمرُ عَظيمًا وملْعونًا فاعلُه على لِسانِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ فالمؤمنُ أبعدُ الناسِ عن التوغُّلِ فيما يُغضِبُ ربَّه عزَّ وجلَّ
وفي هذا الحَديثِ يروي التَّابعيُّ سعيدُ بنُ المسَيِّبِ أنَّه رَأى الخليفةَ مُعاويةَ بنَ أبي سُفيانَ رضِي اللهُ عنه في آخِرِ زيارةٍ له إلى المدينةِ، قيل: كانت سَنَةَ إحدى وخمسين، وقيل: سَنةَ سبْعٍ وخَمسينَ مِن الهِجرةِ في السَّنةِ التي حَجَّ فيها، فَخَطَبَ النَّاسَ وبَيَّنَ لَهُم أُمورَ دِينِهِم، وكان ممَّا بَيَّنَهُ لهم أنْ أخْرَجَ لَهُم «كُبَّةً مِنْ شَعَرٍ»، وهو شَعَرٌ مَلْفوفٌ بعْضُه على بَعضٍ، وقال: ما كنتُ أَرى أحدًا مِنَ المُسلِمينَ يَفعَلُ هذا! إنكارًا لَهُ؛ لأنَّ ذلك مِنْ فِعلِ اليَهودِ، وقَد نُهِينا عن التَّشَبُّهِ بهم، ثُمَّ أخبَرَهُم أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سَمَّاهُ -أي: وَصْلَ الشَّعَرِ بشَعرٍ مُستعارٍ- الزُّورَ؛ لِمَا فيه مِنَ التَّزويرِ، فَيُظَنُّ أنَّ شَعَرَ المَرأةِ طويلٌ
وفي الحَديثِ: إرشادُ الإمامِ للرَّعيَّةِ ونُصْحُهُم، وأمرُه بالمعروفِ ونهْيُه إيَّاهم عن المُنكَرِ
وفيه: النَّهيُ عن التَّزويرِ والتَّغريرِ بِالمُسلِمينَ