مسند جابر بن عبد الله رضي الله عنه 254
مسند احمد
حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، وابن نمير، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم النعمان بن قوقل، فقال: يا رسول الله، أرأيت إن حللت الحلال، وحرمت الحرام، وصليت المكتوبات - وقال ابن نمير في حديثه: ولم أزد على ذلك [ص:289] أأدخل الجنة؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعم»
لقَد فرَضَ اللهُ تَعالَى فُروضًا، وتَفضَّلَ على عِبادِه بأنَّ مَن أدَّاها أدخَلَه الجنَّةَ برَحمتِه وفَضلِه
وفي هذا الحديثِ يَروي جابِرُ بنُ عبدِ اللهِ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ النُّعمانَ بنَ قَوقلٍ رَضيَ اللهُ عنه -وكانَ فيمَن استُشهِدَ بأُحُدٍ، وقد شَهِدَ بَدرًا- جاءَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فسألَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هل إذا صلَّى الصَّلاةَ المفروضةَ (الفَجرَ والظُّهرَ، والعصرَ والمغربَ، والعِشاءَ)، واجتَنبَ كلَّ ما حرَّمَه الشَّرعُ وابتَعَدَ عنه ولم يَفعَله، وفَعَلَ ما أحلَّه الشَّرعُ من واجِباتٍ، وفي روايةٍ: «ولم أزِدْ على ذلكَ»، أيِ: المذكورِ من فِعلِ المكتوبةِ، وتَحريمِ الحرامِ، وتَحليلِ الحلالِ، «شيئًا» مِنَ النَّوافلِ، فهل هذا يُدخِلُه الجَنَّةَ دُخولًا أوَّليًّا بغيرِ تَقدُّمِ عذابٍ؟ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «نَعَمْ»، إنَّك لو فَعلتَ هذا تَدخُلُ الجنَّةَ
وفي الحديثِ: أنَّ أداءَ الفرائضِ واجتِنابَ الحرامِ ومَعرفةَ الحلالِ يُؤدِّي إلى دُخولِ الجنةِ، وهذا من فَضلِ اللهِ تَعالَى على المُسلِمينَ