مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه 116
حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، عن سعيد الجريري، عن أبي نضرة، عن أسير بن جابر، قال:
لما أقبل أهل اليمن جعل عمر يستقري الرفاق، فيقول: هل فيكم أحد من قرن؟ حتى أتى على قرن، فقال: من أنتم؟ قالوا: قرن، فوقع زمام عمر، أو زمام أويس، فناوله - أو ناول (4) - أحدهما الآخر، فعرفه، فقال عمر: ما اسمك؟ قال: أنا أويس. فقال: هل لك والدة؟ قال :نعم. قال: فهل كان بك من البياض شيء؟ قال: نعم، فدعوت الله عز وجل، فأذهبه عني إلا موضع الدرهم من سرتي لأذكر به ربي، قال له عمر: استغفر لي. قال: أنت أحق أن تستغفر لي، أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال عمر: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن خير التابعين رجل يقال له: أويس، وله والدة، وكان به بياض فدعا الله عز وجل فأذهبه عنه إلا موضع الدرهم في سرته ". فاستغفر له، ثم دخل في غمار الناس، فلم يدر أين وقع، قال: فقدم الكوفة، قال: وكنا نجتمع في حلقة، فنذكر الله، وكان يجلس معنا، فكان إذا ذكر هو وقع حديثه من قلوبنا موقعا لا يقع حديث غيره … فذكر الحديث (1)
قَوْلُهُ: "يَسْتَقْرِي" أَيْ: يَتَتَبَّعُ.
"الرِّفَاقَ" : - بِكَسْرِ الرَّاءِ - : جَمْعُ رُفْقَةٍ - بِضَمٍّ أَوْ كَسْرٍ فَسُكُونٍ - : هِيَ الْجَمَاعَةُ تُرَافِقُهُمْ فِي سَفَرِكَ، كَذَا فِي "الصِّحَاحِ".
"مِنْ قَرَنٍ" : - بِفَتْحَتَيْنِ - .
"فَوَقَعَ زِمَامُ" أَيْ: سَقَطَ مِنْ يَدِهِ.
"إِنَّ خَيْرَ التَّابِعِينَ" : نَصٌّ فِي أَنَّهُ خَيْرُ التَّابِعِينَ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - .
"فِي غُمَارِ النَّاسِ" : - بِضَمٍّ وَفَتْحٍ أَيْ: فِي جَمْعِهِمُ الْمُتَكَاثِفِ أَيْ: دَخَلَ فِي النَّاسِ بِحَيْثُ مَا امْتَازَ مِنْهُمْ حَتَّى يُعْرَفَ.