إنكار السنة فعل الخوارج

بطاقات دعوية

إنكار السنة فعل الخوارج

عن معاذة : أن امرأة قالت لعائشة أتجزي إحدانا صلاتها إذا طهرت ؟ فقالت أحرورية أنت ؟ كنا نحيض مع النبي صلى الله عليه و سلم فلا يأمرنا به أو قالت فلا نفعله.

1-هذا الحديث متفق عليه أخرجه البخاري ومسلم.

2-  معاذة هي بنت عبد الله العدوية وهي معدودة في فقهاء التابعين، وهي نفسها المرأة التي سألت عائشة رضي الله عنها، كما ورد عند مسلم من طريق شعبة عن يزيد قال سمعت معاذة أنها سألت عائشة ....

3-قوله أتجزي بفتح التاء أي أتقضي، وروي بضم التاء أي أتكفى المرأة الصلاة الحاضرة وهي طاهرة ولا تحتاج إلى قضاء الفائتة في زمن الحيض، والرواية الأولى أشهر.

4-قولها أحرورية :  الحروري نسبة إلى حروراء قرية بالعراق، على بعد 3كم تقريبا من الكوفة،  وهم طائفة من الخوارج كان ابتداء خروجهم بتلك القرية ويقال لجماعتهم الحرورية، لأن أول فرقة منهم خرجوا على علي بالبلدة المذكورة فاشتهروا بالنسبة إليها، وهم فرق كثيرة لكن من أصولهم المتفق عليها بينهم الأخذ بما دل عليه القرآن ورد ما زاد عليه من الحديث مطلقًا ولهذا استفهمت عائشة معاذة  استفهام إنكار عليها أن تكون سمعت شيئًا من رأي الخوارج في ذلك، وذلك أن طائفة منهم يرون على الحائض قضاء الصلاة ؛ إذ لم تسقط عنها في كتاب الله تعالى ، على أصلهم في ردّ السُّنّة، وزاد مسلم في رواية عاصم عن معاذه فقلت لا ولكني أسأل، تعني سؤالا مجردًا لطلب العلم لا للتعنت، والتعنت والتنطع من أخص خصائص الخوارج.

5-كبار فرق الحروية ستة الأزارقة والصفرية والنجدات والعجاردة والأباضية والثعالبة والباقون فروع.

6-قولها مع النبي أي مع وجوده والمعنى في عهده والغرض منه بيان أنه كان مطلعا على حالهن من الحيض وتركهن الصلاة في أيامه وما كان يأمرهن بالقضاء ولو كان واجبا لأمرهن به.

7- قولها أو قالت لا نفعله أي القضاء.

8-في الحديث دليل على أن الأصل في العبادات التوقف حتى يأتي دليل، فلما لم يأتِ دليل على وجوب قضاء الصلاة على الحائض، استدلت عائشة على عدم الوجوب.

9-في الحديث دليل على أن إقرار النبي صلى الله عليه وسلم للترك أو الفعل شرعٌ وسنة، ولو كانَ القضاء واجباً عليهن لَم يهمل ذَلِكَ، وَهوَ لا يغفل عَن مثله لشدة اهتمامه بأمر الصلاة.

10-حكى غير واحد مِن الأئمة إجماع العلماء على أن الحائض والنفساء لا تقضي الصلاة ، مِنهُم : الزهري ، والإمام أحمد ، وإسحاق بنِ راهويه ، والترمذي ، وابن جرير ، وابن المنذر وغيرهم.

وقال عطاء وعكرمة : قضاء الحائض الصلاة بدعة .

وقال الزهري : "أجمع الناس على أن الحائض تقضي الصوم ولاتقضي الصلاة،  قال أجمع المسلمون عليه وليس في كل شيء تجد الإسناد القوي ".

11-ذكر البخاري في (الصيام) مِن  ( كتابه ) عَن أبي الزناد ، أنه قالَ : "إن السنن ووجوه الحق لتأتي كثيراً على خلاف الرَأي ، فلا يجد المسلمون بداً مِن اتباعها ؛ مِن ذَلِكَ أن الحائض تقضي الصوم دونَ الصلاة"، فهذا يدل على أن هَذا مما لا يدرك بالرأي ، ولا يهتدي الرَأي إلى وجه الفرق بين الصيام والصلاة .

12-تدخل الحائض والنفساء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم "إذا مرض العبد أو سافر كُتب له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً" رواه البخاري.