الأمر بالاستغفار للمؤمنين 5

سنن النسائي

الأمر بالاستغفار للمؤمنين 5

 أخبرنا أبو داود، قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب، قال: حدثني أبو سلمة، وابن المسيب، أن أبا هريرة أخبرهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعى لهم النجاشي صاحب الحبشة في اليوم الذي مات فيه، فقال: «استغفروا لأخيكم»

علَّمَنا النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أحكامَ الجنائزِ، وكيفيَّةَ التعامُلِ مع المَوتى؛ مِن التَّغسيلِ والتَّكفينِ والدَّفنِ والصَّلاةِ عليها
وفي هذا الحديثِ بيانٌ لبعضِ ذلك، حيثُ يَحْكي أبو هُريرةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ «نَعَى لهم» أي: أَخْبَرهم وأَعْلَمهم بموتِ النَّجاشيِّ، وهو لَقَبٌ لكُلِّ مَلِكٍ مِن مُلوكِ الحَبَشةِ، وقيل: إنَّ اسْمَ هذا النَّجاشيِّ أَصْحَمةُ بنُ أَبْجَرَ، فأَخْبَرَهم صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بمَوتِه في اليومِ الَّذي مات فيه، ثُمَّ أمَرَهم أنْ يَستغفِروا له، وهو الدُّعاءُ بأن يَغفِرَ اللهُ له. ثُمَّ أَخْبَر رضيَ اللهُ عنه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَفَّ بهم بالمُصلَّى صُفوفًا مستويةً، وصلَّى على النَّجاشيِّ صلاةَ الجِنازةِ، وكبَّر عليه أرْبَعَ تَكبيراتٍ، وكانتْ صَلاتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على النجاشيِّ لِيُعْلِمَ المسلِمينَ بأنَّه كان مؤمنًا؛ ولأنَّه كان بيْنَ قَومٍ كُفَّارٍ يَكتُمُ إيمانَه فلمْ يُصَلِّ عليه أحدٌ هناك، فصلَّى عليه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صلاةَ الغائبِ؛ وفاءً بحقِّه كمُسلمٍ
وقد وَرَدَ مِن سُنَّةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ صلاةَ الجنازةِ تكونُ أربَعَ تَكبيراتٍ، وأنَّ المُصلِّيَ يَقرَأُ الفاتِحةَ بعْدَ التَّكبيرةِ الأُولى، ثمَّ يُصلِّي على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في التَّكبيرةِ الثَّانيةِ الصَّلاةَ الإبراهيميَّةَ، ثمَّ يَدعو لِلمَيتِ في باقي التَّكبيراتِ، أو يَدعو لِلمُسلِمينَ ولِلمَيتِ
وفي الحديثِ: إخبارُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ببعضِ الغُيوبِ، وهو مِن مُعجزاتِه، ومِن دَلائلِ نُبوَّتِه
وفيه: إسلامُ النَّجاشيِّ وموتُه على الإسلامِ
وفيه: مَشروعيَّةُ صلاةِ الجِنازةِ على الغائبِ
وفيه: الحثُّ على الاستِغفارِ للمَيِّتِ المُسلِمِ