الحسب
سنن النسائي
أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبو تميلة، عن حسين بن واقد، عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أحساب أهل الدنيا الذي يذهبون إليه المال»
حُبُّ المالِ قد يُهلِكُ الناسَ، وبه يُرفَعُ مَن لا يَستحِقُّ أن يُرفَعَ، ويُوضَعُ مَن لا يستحقُّ تلك المنزلةَ، وما ذلك إلَّا بجَعْلِ المالِ أساسًا لتَقييمِ النَّاسِ، وسائرِ الأمورِ
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ الرَّسولُ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "إنَّ أحسابَ أهلِ الدُّنيا"، أي: إنَّ المُعتَبَرَ في فَضائلِ النَّاسِ عند أهلِ الدُّنيا، "الَّذي يَذهَبون إليه: المالُ"، أي: يكونُ المالُ هو المُعتَبَرَ عِندَهم، وإليه يذهَبون ويسعون، وبه يَتفاخرون، فيُقدِّمونَه في النِّكاحِ، أو الصَّداقةِ، أو غيرِهما؛ فصاحبُ المالِ عند أهلِ الدُّنيا مرتفِعٌ شأنُه، وإن كان قليلَ الدِّيانةِ، خبيثَ النَّفسِ، وهذا إشارةٌ وتَحذيرٌ مِن هذا الالتفاتِ عند النَّاسِ، وأنَّه يَجِبُ أن يكونَ التَّفضيلُ لِمَن هو أفضلُ دِينًا وعِلمًا وخُلقًا؛ فهذا هو الاعتبارُ الشَّرعيُّ، ولا اعتِبارَ لصاحبِ المالِ، كما ذكَر اللهُ عزَّ وجلَّ في قولِه تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13]
وفي الحديثِ: اختلافُ مَقاييسِ الشَّريعةِ عن مقاييسِ أهلِ الدُّنيا
وفيه: أنَّ تَغييرَ آفاتِ المُجتمَعِ مَطلَبٌ شَرْعيٌّ