الذكر بعد التشهد
سنن النسائي
أخبرنا عبيد بن وكيع بن الجراح، أخو سفيان بن وكيع، قال: حدثنا أبي، عن عكرمة بن عمار، عن إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، قال: جاءت أم سليم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، علمني كلمات أدعو بهن في صلاتي؟ قال: " سبحي الله عشرا، واحمديه عشرا، وكبريه عشرا، ثم سليه حاجتك يقل: نعم، نعم "
الصَّلاةُ صِلةٌ بينَ العبدِ وربِّه، وللصَّلاةِ أذكارٌ قبلَها وأذكارٌ بعدَها وأذكارٌ تُقالُ في أثنائِها
وفي هذا الحديثِ يَروي أنسُ بنُ مالكٍ رَضِي اللهُ عَنه: أنَّ "أمَّ سُلَيمٍ" بِنتَ مِلْحانَ بنِ خالدٍ الأنصاريَّةَ، والدةَ أنسٍ، "غدَتْ على"، أي: جاءَتْ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم "فقالَتْ" أمُّ سُليمٍ: "علِّمْنِي" يا رسولَ اللهِ، "كلماتٍ أقولُهنَّ "في صَلاتي"، أي: في الصَّلاةِ المكتوبةِ، وقيلَ: هذه الكلِماتُ بعدَ الصَّلاةِ مِنَ الأذكارِ الَّتي تُقالُ بعدَ الصَّلاةِ، على حَذْفِ مُضافٍ، أي: أقولهنَّ في دُبُرِ صلاتِي، وقيلَ: مِن الأذكارِ الَّتي تُقالُ بعدَ التَّشهُّدِ قبلَ السَّلامِ، "فقال" رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "سَبِّحي اللهَ"، أي: قولِي: سبحانَ اللهِ، "عَشرًا"، أي: عشرَ مرَّاتٍ، "واحْمَدِيه"، أي: قولِي: الحَمدُ للهِ، "عشرًا"، أي: عشرَ مراتٍ،" و كَبِّري اللهَ"، أي: قُولي:اللهُ أكبَرُ، "عَشْرًا"، أي: عَشْرَ مرَّاتٍ، ثمَّ "سَلِي ما شِئتِ"، أي: اسْأَلي اللهَ تعالى ما شِئتِ مِنْ حَوائجِ الدُّنْيا والآخرةِ, "يقولُ" اللهُ تعالى: "نعَم, نعم"، جوابًا للطَّلبِ والدُّعاءِ، أي: أُعطيكِ مَطلوبَكِ، وكرَّر للتَّأكيدِ