النذر فيما لا يراد به وجه الله 2
سنن النسائي
أخبرنا يوسف بن سعيد، قال: حدثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: أخبرني سليمان الأحول، أن طاوسا، أخبره، عن ابن عباس: «أن النبي صلى الله عليه وسلم مر برجل وهو يطوف بالكعبة يقوده إنسان بخزامة في أنفه، فقطعه النبي صلى الله عليه وسلم بيده، ثم أمره أن يقوده بيده»
قال ابن جريج: وأخبرني سليمان، أن طاوسا، أخبره، عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم مر به وهو يطوف بالكعبة وإنسان قد ربط يده بإنسان آخر بسير، أو خيط، أو بشيء غير ذلك، فقطعه النبي صلى الله عليه وسلم بيده، ثم قال: «قده بيدك»
كان أهلُ الجاهليَّةِ يَتقرَّبون إلى اللهِ عزَّ وجلَّ بأنواعٍ مِن النُّذورِ لا تَليقُ به، ولا تَليقُ بالإنسانِ الَّذي كرَّمه اللهُ تعالى؛ فلمَّا جاءَ الإسلامُ بيَّن أنَّه لا يَنعقِدُ النَّذرُ والوفاءُ به إلَّا إذا كان في طاعَةٍ وأَمرٍ مُباحٍ مَشروعٍ، أمَّا في مَعصيةٍ فلا
وفي هذا الحديثِ يَحكِي عبدُ الله بنُ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عَنهما: أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم مَرَّ برَجلٍ يَقودُ رجُلًا في قَرَنٍ"، والقَرَنُ: الحَبْلُ، وفي روايةٍ: "أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم مَرَّ وهو يَطوفُ بالكعبَةِ بإنسانٍ، يقودُه إنسانٌ"، قال ابنُ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عَنهما: "فتناوَلَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم فقَطَعه"، أي: أَمسَك النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بالحَبلِ فقَطَعه، فقال الرَّجلُ: "إنَّه نَذرٌ"، أي: يَعتذِرُ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عن فِعلِه بأنَّه نَذرٌ يُوفِي به، والنَّذرُ: هو إيجابُ الإنسانِ على نفسِه فِعلًا لرَبِّه لم يجبْ عليه ابتداءً؛ قيل: إنَّما منَعه النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عن ذلك؛ لأنَّ هذا الفِعلَ إنَّما يُفعَلُ بالبهائمِ، وهو فِعلٌ لا يَليقُ بالإنسانِ الَّذي كرَّمَه اللهُ