الصفوف على الجنازة 4

سنن النسائي

الصفوف على الجنازة 4

أخبرنا علي بن حجر، قال: أنبأنا إسمعيل، عن أيوب، عن أبي الزبير، عن جابر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن أخاكم قد مات، فقوموا فصلوا عليه»، فصففنا عليه صفين

علَّمَنا النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أحكامَ الجَنائزِ وكيفيَّةَ التعامُلِ مع المَوتى؛ مِن التَّغسيلِ والتَّكفينِ والدَّفنِ والصَّلاةِ عليها
وفي هذا الحديثِ بيانٌ لبعضِ ذلك، حيثُ يَروي جابرُ بنُ عبدِ الله الأنصاريُّ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخبَرهم أنَّه قد تُوفِّيَ رجُلٌ صالحٌ مِن الحبَشِ، وهم جنسٌ مِن السُّودانِ، والمقصودُ به النَّجاشيُّ ملِكُ الحبشةِ، ثمَّ دعاهم النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى صَلاةَ الجنازةِ على الغائبِ، فصَفَّهم، فصلَّى النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهم صفوفٌ مُستويةٌ. ثمَّ أخبَر جابرٌ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه كان في الصَّفِّ الثَّاني يومَ صلَّى النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على النَّجاشيِّ
وقد وَرَدَ مِن سُنَّةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ صَلاةَ الجنازةِ تكونُ أربَعَ تكبيراتٍ، وأنَّ المُصلِّيَ يَقرَأُ الفاتِحةَ بعْدَ التَّكبيرةِ الأُولى، ثمَّ يُصلِّي على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ

في التَّكبيرةِ الثَّانيةِ الصَّلاةَ الإبراهيميَّةَ، ثمَّ يَدعو لِلمَيِّتِ في باقي التَّكبيراتِ، أو يَدعو لِلمُسلِمينَ ولِلمَيتِ
وفي الحديثِ: إسلامُ النَّجاشيِّ وموتُه على الإسلامِ
وفيه: عَلَمٌ مِن أعلامِ النُّبوَّةِ؛ لأنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أعلَمَهم بمَوتِ النَّجاشيِّ في اليومِ الَّذي مات فيه
وفيه: مشروعيَّةُ صلاةِ الجنازةِ على الغائبِ
وفيه: تَسويةُ الصُّفوفِ في صلاةِ الجِنازةِ