القراءة في الصبح بق
سنن النسائي
أخبرنا إسماعيل بن مسعود، ومحمد بن عبد الأعلى، واللفظ له قال: حدثنا خالد، عن شعبة، عن زياد بن علاقة قال: سمعت عمي يقول: «صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح فقرأ في إحدى الركعتين والنخل باسقات لها طلع نضيد» قال شعبة: فلقيته في السوق في الزحام فقال: ق
كان من أحوالِ صلاةِ رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم خَفيفةً مع التَّمامِ، وكان الصَّحابَةُ يتعلَّمون مِن أفعالِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وكانوا يُلاحِظونه في كلِّ أحوالِه، ويَستنُّونَ بهَدْيِه، ويَنقُلون عنه كلَّ التَّفاصيلِ ليُعلِّموا مَن بعدَهم، وكذلك كان التابِعون حَريصِينَ على سؤالِ الصَّحابةِ والتعلُّمِ منهم
وفي هذا الحديثِ يقولُ سِمَاكُ بنُ حَرْب: "سألتُ جَابِرَ بنَ سَمُرَةَ عن صلاةِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم؟ فقال: كان يخفِّفُ الصَّلاةَ، ولا يُصلِّي صلاةَ هؤلاء"، أي: كانت صلاةُ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم خفيفةً، مع الإتمامِ مِن حُسنِ الأداءِ والقراءةِ والخُشوعِ والرُّكوعِ والسُّجودِ، وليست كما يُصلِّيها الناسُ وقتَ هذا السُّؤالِ، ويَحتَمِل هذا أمرين؛ إمَّا أنَّهم كانوا لا يُتِمونَّها على وجهِ الاطمئنانِ والسَّكينةِ في أركانِها، أو أنَّهم كانوا يُطيلون القِراءةَ، قال سِماكٌ: "وأنبَأَنِي، أي: جابرٌ رضي الله عنه، أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم كان يقرَأُ في الفَجْرِ بـ{ق وَالْقُرْآنِ} ونحوِها"، أي: بسُورَةِ ق أو ما يعادِلُها مِن السُّوَرِ، ويَعُدُّ هذا مِن التَّخفِيفِ