الكلام في الصلاة 4
سنن النسائي
أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، قال: حدثني الحارث بن شبيل، عن أبي عمرو الشيباني، عن زيد بن أرقم، قال: " كان الرجل يكلم صاحبه في الصلاة بالحاجة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلت هذه الآية {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين} [البقرة: 238]، فأمرنا بالسكوت "
في هذا الحديثِ يَقولُ زيدُ بنُ أرقَمَ رضِيَ اللهُ عنه: "كنَّا نتَكلَّمُ، على عَهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في الصَّلاةِ"، أي: كان الصَّحابةُ في أثناءِ الصَّلاةِ يُكلِّمُ أحَدُهم مَن بِجانِبِه، "فنَزَلت: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238]، أي: طائِعين خاشِعين ذَليلين ساكِتين، قال: "فأُمِرْنا بالسُّكوتِ"، أي: كان هذا أمرًا بالسُّكوتِ، والتزامِ الخشوعِ في الصَّلاةِ. وفي روايةٍ: "ونُهينا عن الكلامِ"، أي: كان هذا أمرًا بالسُّكوتِ، والتزامِ الخُشوعِ في الصَّلاةِ، ونهيًا عن الكلامِ فيها، فنُهِيَ المصلِّي عن التَّكلُّمِ معَ أحدٍ مِن النَّاسِ في الصَّلاةِ؛ لأنَّه مُقبِلٌ على ربِّه يُناجيه، ويَخضَعُ ويتذلَّلُ له