باب كتاب المغازي
بطاقات دعوية
عن قيس: كان عطاء البدريين خمسة آلاف، خمسة آلاف، وقال عمر: لأفضلنهم على من بعدهم.
لمَّا فتَح اللهُ على المُسلِمينَ في عَهدِ الخُلَفاءِ الرَّاشِدينَ، واتَّسعَتِ الأرْزاقُ، أنْشأَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه الدَّواوينَ، وفرَض لكلِّ واحدٍ مِن النَّاسِ مَبلَغًا مِن المالِ كلَّ عامٍ، وكان يُسَمَّى: العَطاءَ، وكان عُمَرُ رَضيَ اللهُ عنه يُفاضِلُ بيْنَ النَّاسِ في العَطاءِ؛ حسَبَ المَنزِلةِ، والسَّبقِ في الإسْلامِ
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ التَّابِعيُّ قَيسُ بنُ أبي حازِمٍ أنَّ عُمَرَ بنَ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه كان يُفضِّلُ البَدْرييِّنَ في العَطاءِ -وهمُ الَّذين حَضَروا مَعرَكةَ بَدرٍ الكُبْرى الَّتي وقَعَتْ في السَّنةِ الثَّانيةِ منَ الهِجْرةِ معَ قُرَيشٍ- فكان رَضيَ اللهُ عنه يُعْطي أهلَ بَدرٍ أكثَرَ مِن غَيرِهم؛ لأنَّ اللهَ سُبحانَه وتعالَىْ قد جعَلَهم سَببًا في رَفعِ رايةِ اللهِ تعالَى يومَ الفُرْقانِ الَّذي فرَّقَ اللهُ فيه بيْن الحقِّ والباطِلِ؛ فلولا ثَباتُهم وجِهادُهم -بإذنِ اللهِ تعالَى- لَمَا عُبِدَ اللهُ تعالَى على هذه الأرضِ، وكان أمرُ اللهِ مَفْعولًا، فكان عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه يُعْطي كلَّ واحدٍ من أهلِ بَدرٍ خَمْسةَ آلافٍ، وَكرَّر قولَه: «خَمْسة آلافٍ»؛ ليُفيدَ أنَّ كلَّ واحدٍ منهم له خَمْسةُ آلافٍ، يقولُ عمَرُ: لأُفَضِّلَنَّهم -أي: في العَطاءِ- على مَن بعدَهم؛ لزيادةِ فَضلِهم على مَن سِواهم
وفي الحَديثِ: أنَّ السَّبقَ والتَّفْضيلَ يَكونُ بحُسنِ العَملِ