باب أكل الثوم والبصل والكراث2

سنن ابن ماجه

باب أكل الثوم والبصل والكراث2

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عبيد الله ابن أبي يزيد، عن أبيه
عن أم أيوب، قالت: صنعت للنبي - صلى الله عليه وسلم - طعاما فيه من بعض البقول، فلم يأكل، وقال: "إني أكره أن أوذي صاحبي" (2)

الملائكةُ تتأذَّى ممَّا يتأذَّى مِنه بَنو آدمَ؛ فعَلَى الإنسانِ أن يُراعِيَ الأدبَ معهم، وفي هذا الحديثِ تَروي أمُّ أيُّوبَ الأنصاريَّةُ رَضِي اللهُ عَنها: "أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم" لَمَّا قَدِم المدينةَ مُهاجِرًا، "نزَل عليهم"، أي: على دارِ زوجِها أبي أيُّوبَ الأنصاريِّ، وذلك أوَّلَ ما قَدِمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم المدينةَ قبلَ أن يَبنيَ مسجدَه وبيوتَه، "فتَكلَّفوا" على غيرِ العادةِ، "له"، أي: للنَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم وأصحابِه، "طعامًا فيه مِن بعضِ هذه البُقولِ"، مِن الثُّومِ أو البصَلِ أو الكُرَّاثِ، "فكَرِه" النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم "أكْلَه"، أي: أكْلَ هذا الطَّعامِ الَّذي يَحتوي على الثُّومِ أو البصَلِ أو الكُرَّاثِ، "فقال" رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم "لأصحابِه" الَّذين معَه: "كُلوه"، أي: هذا الطَّعامَ؛ "فإنِّي لستُ كأحَدِكم"، أي: لي حُكمٌ خاصٌّ عنكم، وهو أنِّي أخافُ أن أوذيَ "صاحبي"، أي: جِبْريلَ عليه السَّلامُ؛ لأنَّه يُناجيه ويُخاطِبُه ويَنزِلُ عليه بالوحيِ وغيرِه، فيَخافُ أن يتَأذَّى مِن رِيحِ هذا المأكولاتِ ذاتِ الرَّوائحِ النَّفَّاذةِ والكريهةِ.