باب من ضحى بشاة عن أهله1
سنن ابن ماجه
حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، حدثنا ابن أبي فديك، حدثني الضحاك بن عثمان، عن عمارة بن عبد الله بن صياد، عن عطاء بن يسار، قال:
سألت أبا أيوب الأنصاري: كيف كانت الضحايا فيكم على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: كان الرجل في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - يضحي
بالشاة عنه وعن أهل بيته، فيأكلون ويطعمون، ثم تباهى الناس، فصار كما ترى
الأُضحيَّةُ شَعيرةٌ مِن شَعائرِ اللهِ تعالى، تُذبَحُ في أيَّامِ العيدِ يتَقرَّبُ بها المسلِمُ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ، وقد ضحَّى النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عن نفْسِه وعن أمَّتِه.
وفي هذا الحديثِ يَسأَلُ عَطاءُ بنُ يَسارٍ أبا أيُّوبَ الأنصاريَّ رَضِي اللهُ عَنه: "كيف كانَت الضَّحايا على عهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم؟"، أي: كيف كنتم تُضَحُّون في زمَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم؟ فقال أبو أيُّوبَ رَضِي اللهُ عَنه: "كان الرَّجلُ يُضحِّي بالشَّاةِ عنه وعن أهلِ بيتِه"، أي: يَذبَحُ الشَّاةَ الواحدةَ يُضحِّي بها عن نفْسِه وعن أهلِ بيتِه جميعًا، "فيَأكُلون ويُطعِمون"، أي: مِن تلك الشَّاةِ، "حتَّى تَباهَى النَّاسُ"، أي: حتَّى أتى وقتٌ يفتَخِرُ فيه النَّاسُ بكثرةِ أُضحيَّاتِهم، "فصارتْ كما تَرى"، أي: فكانتْ كما تُشاهِدُها اليومَ، يُضحِّي مثلًا الرَّجلُ عن أهلِ بيتِه بأكثرَ مِن شاةٍ؛ فَخرًا ومُباهاةً.
وفي الحديثِ: الزَّجرُ عن المباهاةِ والتَّفاخُرِ بالأُضْحيَّةِ والطَّاعاتِ؛ لأنَّ العمَلَ يَنبَغي أن يَكونَ خالِصًا للهِ بلا رِياءٍ.
وفيه: أنَّ القَليلَ مِن العمَلِ الخالِصِ للهِ أفضَلُ وأولى ممَّا يُخالِطُه الرِّياءُ.