باب إقامة الصف من تمام الصلاة
بطاقات دعوية
عن أنس عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -:
"سَوُّوا صفوفَكم؛ فإنَّ تسويةَ الصفوفِ منْ إقامةِ الصلاةِ".
الإسلامُ دِينُ النِّظامِ والهِمَّةِ العالِيةِ، وهو يَحْرِصُ على أنْ يكونَ المُسلمون لُحْمةً واحِدةً، يُعاضِدُ ويُؤازِرُ بَعضُهم بَعضًا، ويَخْشَى عليهم مَواطِنَ النِّزاعِ والخِلافِ، وخيرُ مواطِنِ اجتِماعِ المُسلِمينَ هو حُضورُهم للجَماعاتِ في المَسجِدِ.
وفي هذا الحديثِ أمَر النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بتسويةِ الصُّفوفِ، وقد علَّل ذلك بقولِه: فإنَّ تسويةَ الصُّفوفِ مِن إقامةِ الصَّلاةِ، بمعنَى: مِن تمامِ الصَّلاةِ وكمالِها، وتسويةُ الصُّفوفِ معناها: اعتِدالُ القائمينَ بها على هَيئةٍ واحدةٍ، وفي الصَّحيحَينِ مِن حَديثِ أبي هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه، قالَ صلَّى الله عليه وسلَّمَ: ((فإنَّ إقامةَ الصَّفِّ مِن حُسنِ الصَّلاةِ))، يَعني: أنَّ تَسويةَ الصَّفِّ أدْعى لحِفظِ الصَّلاةِ مِن أنْ يقَعَ خَلَلٌ في واجباتِها ومَنْدوباتِها، فهو أجْرٌ مُتمِّمٌ لأجْرِ الصَّلاةِ؛ وذلك لِمَن حَرَصَ على إتمامِ الصَّفِّ. وقد ذكَر العُلماءُ في معنَى تَسويةِ الصَّفِّ أمورًا وحِكَمًا؛ منها: ما في ذلك مِن حُسنِ الهَيئةِ وحُسْنِ الصَّلاةِ، وأنَّ حُصولَ الاستِقامةِ والاعتدالِ مَطلوبٌ ظاهرًا وباطنًا. ومنها: لئلَّا يَتخلَّلَهمُ الشَّيطانُ فيُفسِدَ صلاتَهم بالوَسْوسةِ. ومنها: أنَّ تَسويةَ الصُّفوفِ تُمكِّنُهم مِن صَلاتِهم مع كَثرةِ جَمعِهم، فإذا تراصَّوا وَسِعَ جميعَهم المسجدُ، وإذا لم يَفعَلوا ذلك ضاقَ عنهم.