باب الأكفاء 2

سنن ابن ماجه

باب الأكفاء 2

حدثنا عبد الله بن سعيد، حدثنا الحارث بن عمران الجعفري، عن هشام بن عروة، عن أبيهعن عائشة، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تخيروا لنطفكم وانكحوا الأكفاء وأنكحوا إليهم" (1).

اختيارُ الزَّوجةِ الصَّالحةِ والزَّوجِ الصالِحِ مِن أهمِّ الأُمورِ في الحَياةِ، والكَفاءَةُ في الزَّواجِ ومُراعاةُ فُروقِ الاخْتلافِ بين الناسِ أَمْرٌ مَطْلوبٌ، ويُعينُ على اسْتِقْرارِ البُيوتِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، "تَخيَّروا لنُطَفِكُم"، أي: تخيَّروا مِنَ النِّساءِ ذواتِ الدِّينِ والصَّلاحِ، وذَواتِ النَّسَبِ الشَّريفِ؛ فلَا تَضَعوا نُطَفَكم إلَّا في أصْلٍ طَاهِرٍ، والنُّطْفةُ الماءُ القليلُ، ويُريدُ هنا المَنِيَّ، والمُرادُ تخيُّرُ المناكِحِ، فلا تَخْتاروا إلَّا كُفُؤًا؛ "فانْكِحوا الأَكْفاءَ"، أي: الأَمْثالَ لكم، يعني: زَوِّجوا مَنْ هو مِثْلٌ لكم في النَّسَبِ، وَالمَكانَةِ، والمَعيشَةِ، والدِّينِ، وغيْرِها، وهذا التخيُّرُ مِنَ الولِيِّ لِنُطْفةِ وَلِيَّتِه، "وأَنْكِحوا إليهم"، أي: زَوِّجوا مَن تتوَلَّوْنَهُمْ من البَناتِ والأخَواتِ أيضًا بالأَكْفاءِ، أو اخْطُبُوا بَنَاتِ الأكْفاءِ لكم ولأولادِكم، وهذا يَدُلُّ على اعْتِبارِهِمُ الكَفاءَةَ في النِّكاحِ( ).