باب الاستثناء فى اليمين بعد السكوت
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا شريك عن سماك عن عكرمة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : « والله لأغزون قريشا والله لأغزون قريشا والله لأغزون قريشا ». ثم قال : « إن شاء الله ». قال أبو داود : وقد أسند هذا الحديث غير واحد عن شريك عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس أسنده عن النبى -صلى الله عليه وسلم- وقال الوليد بن مسلم عن شريك : ثم لم يغزهم.
قد يحلف الإنسان على أمر ثم يستثني، أي: يعلق الأمر على مشيئة الله؛ فهذا يجعله في حل أن يفعل أو لا، وفي هذا الحديث يخبر عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: والله لأغزون قريشا"، أي: لأسيرن إلى أرضهم لأقاتلهم، ثم كرر الحلف فقال: "والله لأغزون قريشا، والله لأغزون قريشا"، ثم قال: "إن شاء الله"، أي: بعد أن حلف علق ذلك على تيسير الله ومشيئته، فلو عدل عن ذلك، كما في بعض الروايات لم يقع أو يحنث في يمينه؛ لأجل أنه استثنى