باب التأمين وراء الإمام
حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن سلمة، عن حجر أبي العنبس الحضرمي، عن وائل بن حجر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ {ولا الضالين} [الفاتحة: 7]، قال: «آمين»، ورفع بها صوته
كان الصحابة رضوان الله عليهم حريصين على تتبع النبي صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وكل أحواله؛ ليتعلموا ويقتدوا به، وقد نقلوا لنا كل ذلك بأمانة وصدق، وفي هذا الحديث يقول وائل بن حجر رضي الله عنه- وكان متأخر الإسلام، وحريصا على نقل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم-: "سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قرأ"، أي: سورة الفاتحة في الصلاة، فلما وصل إلى قوله تعالى: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} [الفاتحة: 7]، "وقال: آمين"، أي: عقب الانتهاء من الفاتحة وقبل أن يقرأ سورة أخرى، ومعنى آمين: اللهم استجب، "ومد بها صوته"، أي: جهر بها، وقيل: لا يلزم من سماع صوته الجهر بها، أو أنه فعل ذلك على وجه التعليم وبيان الجواز