باب التغليظ في الربا 3
سنن ابن ماجه
حدثنا العباس بن جعفر، حدثنا عمرو بن عون، حدثنا يحيى بن أبي زائدة، عن إسرائيل، عن ركين بن الربيع بن عميلة، عن أبيه
عن ابن مسعود، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما أحد أكثر من الربا إلا كان عاقبة أمره إلى قلة" (1).
مِن رحمةِ الله تعالى بعبادِه أن أحَلَّ لهم الطَّيِّباتِ مِن الرِّزقِ، وحرَّمَ عليهم الخبائثَ، وإنَّ الرِّبا مِن أخبَثِ الأموالِ.
وفي هذا الحديثِ بيانٌ لسُوءِ مآلِ أموالِ الرِّبا، حيثُ يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ مَسعودٍ رضِيَ اللهُ عنه، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قال: "ما أحَدٌ أكثَرَ"، أي: أصاب مالًا كثيرًا "مِن الرِّبا"، وهو مِن المُراباةِ والزِّيادةِ على أصولِ الأموالِ، فيَأخُذُ المرابي زِيادةً عن حَقِّه نَظيرَ تأجيلِ سَدادِ الدُّيونِ، "إلَّا كان عاقِبَتُه إلى قِلَّةٍ"، أي: كانت نهايةُ أموالِ الرِّبا القِلَّةَ والنُّقصانَ، فيَمحَقُ اللهُ الرِّبا، أي: يَنقُصُه ويُذهِبُ برَكتَه، وهو مِصْداقٌ لقولِه تعالى: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} [البقرة: 276]، ومعنى يُربي الصَّدقاتِ: يُبارِكُ فيها؛ فكانَت نَتيحةُ المرابي عكْسَ المرادِ مِن الزِّيادةِ والكَثْرةِ في المالِ.
وفي الحديثِ: التَّحذيرُ مِن التَّعامُلِ بالرِّبا، وبيانُ سوءِ عاقبتِه.
وفيه: الإرشادُ إلى إحسانِ المَكاسبِ، والقَناعةِ بالحلالِ .