باب الحكم في الدماء3
سنن التلرمذى
حدثنا الحسين بن حريث قال: حدثنا الفضل بن موسى، عن الحسين بن واقد، عن يزيد الرقاشي قال: حدثنا أبو الحكم البجلي، قال: سمعت أبا سعيد الخدري، وأبا هريرة يذكران عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لو أن أهل السماء والأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار»: هذا حديث غريب، وأبو الحكم البجلي هو عبد الرحمن بن أبي نعم الكوفي
الإعانةُ على قَتْلِ المؤمنِ مِنَ الجرائمِ العُظْمى التي نَهى اللهُ عنها، وغَلَّظَ عُقوبتَها.
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ الرَّسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "لو أنَّ أَهْلَ السَّماءِ وأَهْلَ الأَرْضِ"، أي: جَميعَ خَلْقِ اللهِ "اشْتَركوا في دمِ مؤمنٍ"، أي: قَتَلوهُ بغيرِ وَجْهِ حَقٍّ ومِن دُونِ سببٍ شَرْعيٍّ؛ فبَعْضُهم باشَرَ القَتْلَ وبعضُهم عاوَنَ، ثُمَّ بيَّن جزاءَ ذلك، فقال: "لأَكَبَّهُم اللهُ في النَّارِ"، أي: قَذَفَهم فيها على وُجوهِهِم، وهذا تحذيرٌ شديدٌ مِن الوقوعِ في القَتلِ الحرامِ، كما في صحيح البخاريِّ أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: " ومَن استطاعَ ألَّا يُحالَ بينَه وبينَ الجنةِ بمِلْءِ كفِّه مِن دَمٍ أهراقَه، فلْيَفَعلْ"، وثَمَّةَ تَفصيلاتٌ في أحكامِ الجَماعةِ الذين اشترَكوا في قتْلِ الواحِدِ في الدنيا، ومَن يُقتَصُّ منه
وفي الحديثِ: بيان عِظَمِ جُرْمِ قَتْلِ المؤمِنِ بغَيرِ حقٍّ.