باب: الرخصة للضعفة أن يصلوا يوم النحر الصبح بمنى 2
سنن النسائي
أخبرنا محمد بن آدم بن سليمان، قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن عبيد الله، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن أم المؤمنين عائشة، قالت: «وددت أني استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما استأذنته سودة، فصليت الفجر بمنى قبل أن يأتي الناس، وكانت سودة امرأة ثقيلة ثبطة، فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأذن لها، فصلت الفجر بمنى، ورمت قبل أن يأتي الناس»
قال اللهُ تعالَى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185]، وقال: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: 78]، وقد ظَهَرَ هذا جَلِيًّا في مَناسِكِ الحجِّ مِن التَّيسيرِ على الناسِ، ورَفْعِ المَشقَّةِ عنهم، ورَفْعِ المَشقَّةِ عنهم، ورَحمتِها خُصوصًا بالضُّعفاءِ والنِّساءِ
وفي هذا الحديثِ يَروي عَبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّه كانَ ممَّن قَدَّمه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَيْلةَ المُزْدَلِفَةِ لَيلةَ العاشرِ مِن ذي الحِجَّةِ إلى مِنًى في الضُّعَفاءِ مِن أهْلِه؛ خَوفًا عليهم مِن التَّأذِّي بالزِّحامِ، فَرَخَّصَ لهم أنْ يَدفَعوا إلى مِنًى قبْلَ الفجْرِ، وأنْ يَرْمُوا الجَمْرةَ قبْلَ طُلوعِ الشَّمسِ. وكان ابنُ عبَّاسٍ يَومَها صَبيًّا دونَ البُلوغِ. والمُزدلِفةُ: اسمٌ للمكانِ الذي يَنزِلُ فيه الحَجيجُ بعْدَ الإفاضةِ مِن عَرَفاتٍ، ويَبيتونَ فيه لَيلةَ العاشرِ مِن ذي الحِجَّةِ، وفيه المَشعَرُ الحرامُ، وتَبعُدُ عن عَرَفةَ حَوالَي (12 كم)، وهي بجِوارِ مَشعَرِ مِنًى
وفي الحديثِ: مَشروعيَّةُ الدَّفْعِ مِن المُزدلِفةِ إلى مِنًى بعْدَ مُنتصَفِ اللَّيلِ للضَّعَفةِ خَشيةَ الزِّحامِ