باب الرياء والسمعة2
سنن ابن ماجه
حدثنا محمد بن بشار، وهارون بن عبد الله الحمال، وإسحاق بن منصور، قالوا: حدثنا محمد بن بكر البرساني، أخبرنا عبد الحميد بن جعفر، أخبرني أبي، عن زياد بن ميناء
عن أبي سعد بن أبي فضالة الأنصاري- وكان من الصحابة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة، ليوم لا ريب فيه، نادى مناد: من كان أشرك في عمل عمله لله، فليطلب ثوابه من عند غير الله، فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك" (1)
للشِّركِ عاقبةٌ وخيمةٌ، وآثارٌ جَسيمةٌ؛ فإنَّه يُحبِطُ عملَ كلِّ عاملٍ، وإنْ كان مجتهِدًا؛ لفَسادِ أهمِّ شَرطٍ مِن شُروطِ العمَلِ، وهو الإيمانُ وإخلاصُ العَملِ للهِ عزَّ وجلَّ دونَ غيرِه.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ الرَّسولُ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "إذا جمَع اللهُ النَّاسَ يومَ القيامةِ ليومٍ لا ريبَ فيه"، أي: للحِسابِ في يومِ القيامةِ، وهو يومٌ لا شكَّ فيه، "نادى مُنادٍ: مَن كان أَشرَك في عمَلٍ عَمِله للهِ أحَدًا فليَطْلُبْ ثَوابَه مِن عندِ غيرِ اللهِ؛ فإنَّ اللهَ أغنى الشُّركاءِ عن الشِّركِ"، أي: مَن عَمِل عمَلًا لغيرِ اللهِ، دونَ إخلاصٍ أو مع إشراكِ غيرِ اللهِ فيه فهو مَردودٌ في وَجهِه؛ لأنَّه لا يُعْطي الأجرَ والثَّوابَ إلَّا اللهُ عزَّ وجلَّ، وهو أكثرُ الأغنياءِ والشُّرَكاءِ غِنًى عن أنْ يَكونَ له شريكٌ في المُلكِ، أو يُوجَّهَ العمَلُ إليه مِن دونِ اللهِ.
وفي الحديثِ: التَّحذيرُ مِن الرِّياءِ والشِّركِ.
وفيه: الحَثُّ على إخلاصِ النِّيَّةِ، والعملِ للهِ عزَّ وجلَّ.