باب الهدي من الإناث والذكور2
سنن ابن ماجه
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا موسى بن عبيدة، عن إياس بن سلمة
عن أبيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان في بدنه جمل
علَّمَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُمَّتَه أعمالَ العُمرةِ والحجِّ وأحكامَهما بالقولِ والفِعل، ومِن ذلك ما يَجوزُ في الهَدْيِ، وماذا يفعَلُ المُحْصَرُ.
وفي هذا الحديثِ يُخْبِرُ ابنُ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما: "أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أهدى في بُدْنِه"، والبُدْنُ: ما يكونُ من الإبلِ والبَقرِ. وفي روايةِ أبي داودَ: "أهدى عامَ الحُديبيةِ في هدايا رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"، قال ابنُ عبَّاسٍ: "جَملًا لأبي جهلٍ" وكان النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد اغتنَمَه يومَ بَدْرٍ، "بُرَتُهُ"، أي: خِطامُه والحلْقةُ المُعلَّقةُ في أنفِه، "مِن فِضَّةٍ"، وكان ذلك في هَدْيِ عُمرةِ الحُديبيةِ؛ ليغيظَ به المُشركينَ- كما في رِوايةِ أحمدَ- وكان النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد رُدَّ وصُدَّ عن البيتِ الحرامِ، وكان ذلك إحصارًا عن البيتِ؛ فعلَّمَنا أنَّ مَن أصابه ذلك فلْيُحِلَّ مِن مَوضعِه ويَنحَرْ هَدْيَه، وعليه أنْ يعودَ للنُّسكِ مِن العامِ المُقبِلِ.
وفي الحديثِ: أنَّ الإبلَ بأنواعِها من الذُّكورِ والإناثِ تصِحُّ في الهَدْيِ.