باب الوضوء لمن أراد أن يعود
بطاقات دعوية
حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد، عن عبد الرحمن بن أبي رافع، عن عمته سلمى، عن أبي رافع، «أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف ذات يوم على نسائه، يغتسل عند هذه وعند هذه»، قال: قلت له: يا رسول الله، ألا تجعله غسلا واحدا، قال: «هذا أزكى وأطيب وأطهر»، قال أبو داود: وحديث أنس أصح من هذا
أعطى الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم قوة لم تكن في أحد من البشر، وهذا الحديث يوضح جانبا من ذلك؛ حيث جاء فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف ذات يوم على نسائه، يغتسل عند هذه وعند هذه، أي: في ليلة واحدة جامع نساءه كلهن، يغتسل عند كل واحدة بعد الجماع، فقيل له: يا رسول الله، ألا تجعله غسلا واحدا؟ أي: بعد آخر جماع، قال: (هذا أزكى وأطيب وأطهر)، أي: هذا أمدح عند الله، وأطيب للقلب، وأطهر للبدن، وفعله صلى الله عليه وسلم هذا على سبيل الاستحباب لا الوجوب؛ لأنه قد صح عنه صلى الله عليه وسلم: أنه طاف على نسائه بغسل واحد، وهذا يدل على أنه صلى الله عليه وسلم فعل الأمرين في وقتين مختلفين لبيان الجواز فيهما، والتخفيف على الأمة، ورفع الحرج عنهم
وفي الحديث: بيان لما اختص الله به رسوله صلى الله عليه وسلم من القوة في النكاح، وأنه لا بأس بكثرة الجماع عند الطاقة