باب تحويل القبلة من القدس إلى الكعبة

بطاقات دعوية

باب تحويل القبلة من القدس إلى الكعبة

حديث البراء بن عازب رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى نحو بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهرا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يوجه إلى الكعبة، فأنزل الله (قد نرى تقلب وجهك في السماء) فتوجه نحو الكعبة وقال السفهاء من الناس، وهم اليهود ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم رجل ثم خرج بعد ما صلى، فمر على قوم من الأنصار في صلاة العصر يصلون نحو بيت المقدس، فقال هو يشهد أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه توجه نحو الكعبة؛ فتحرف القوم حتى توجهوا نحو الكعبة
 أخرجه البخاري

في هذا الحديث يحكي البراء بن عازب رضي الله عنه: أنه «لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة» مهاجرا من مكة «صلى نحو»، أي: جهة «بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهرا»، بداية من أول الهجرة «وكان صلى الله عليه وسلم يحب أن يوجه»، أي: يؤمر بالتوجه «إلى الكعبة، فأنزل الله تعالى: {قد نرى تقلب وجهك في السماء}»، أي: تردد وجهك وتصرف نظرك في جهة السماء، «{فلنولينك}»، أي: فلنعطينك ولنمكننك من استقبالها «{قبلة ترضاها}»، أي: تحبها وتميل إليها؛ لأغراضك الصحيحة التي أضمرتها ووافقت مشيئة الله وحكمته، «فوجه نحو الكعبة، وصلى معه رجل» اسمه عباد بن بشر أو عباد بن نهيك «العصر، ثم خرج فمر على قوم من الأنصار» يصلون العصر نحو بيت المقدس، «فقال: هو يشهد أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم»، وقوله: (هو يشهد أنه...) جاء على طريق التجريد؛ جرد من نفسه شخصا، أو على طريق الالتفات، أو نقل الراوي كلامه بالمعنى، «وأنه صلى الله عليه وسلم قد وجه إلى الكعبة؛ فانحرفوا وهم ركوع في صلاة العصر» نحو الكعبة
في الحديث: شرف النبي صلى الله عليه وسلم وكرامته على ربه؛ حيث يعطيه ما يحبه من غير سؤال
وفيه: بيان ما كان من الصحابة في الحرص على دينهم، والشفقة على إخوانهم

في: 8 كتاب الصلاة: 31 باب التوجه نحو القبلة حيث كان